يشهد المغرب منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش سنة 1999، أوراشا حقيقية للتنمية، قوامها الإصلاحات المؤسساتية والمشاريع الهيكلية الكبرى وذلك تحت القيادة الرشيدة والمتبصرة لجلالة الملك.المركب المينائي لطنجة المتوسط، وإعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجةالمدينة، ومشروع القطار فائق السرعة، ومشروع تهيئة الموقع السياحي لمارتشيكا، وميناء الناظور غرب المتوسط، وبرنامج المدن الجديدة، وتطوير الطاقات الشمسية والريحية، وبرامج توسيع شبكة السكك الحديدية، وتكثيف تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب والكهرباء، ومخططا "إقلاع" و"أزور"، كلها وغيرها كثير مشاريع تبعث على الفخر بمغرب قادر على رفع تحديات ورهانات المستقبل. وتندرج مختلف هذه المشاريع المهيكلة التي تحظى بتتبع دائم من طرف جلالة الملك في إطار روح الفلسفة الملكية الرامية إلى الرفع من التنافسية الاقتصادية للمغرب، وتعزيز التجهيزات الاجتماعية والبنيات التحتية الأساسية بما من شأنه تحسين المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية. وتعزيزا للدينامية التي أطلقتها هذه المشاريع، تميزت سنة 2013 بإطلاق مشروعين ضخمين يتمثلان في المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية بورزازات"نور"، وبرنامج طنجة الكبرى من أجل تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز.ففي ما يتعلق بالمحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية بورزازات "نور"، التي أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال بنائها في 10 ماي المنصرم، فهي تشكل تجسيدا لمخطط الطاقة الشمسية المغربي الذي يطمح إلى تثمين موارد الطاقة الشمسية من خلال بلوغ طاقة إنتاجية تصل إلى 2000 ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2020. كما تشكل هذه المحطة التي تمتد على مساحة 3000 هكتار? وستبلغ طاقتها الإجمالية عند الانتهاء من إنجازها 500 ميغاواط، تعزيزا للإرادة الملكية في استخدام أمثل للموارد الطبيعية للمغرب والحفاظ على بيئته ودعم تنميته الاقتصادية والاجتماعية وضمان مستقبل الأجيال المقبلة. وستساهم هذه المحطة التي تعد الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، باستثمارات إجمالية بقيمة 7 ملايير درهم، في تشجيع الصناعة المحلية واكتساب خبرة عالية المستوى في هذا المجال? وتحقيق تنمية مندمجة بمنطقة تواجد المشروع? علاوة على مساهمتها في إنتاج طاقة كهربائية نظيفة ومتجددة. أما مشروع برنامج طنجة الكبرى، فيعد بمثابة نموذج حضري غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وسيمكن هذا المشروع على فترة خمس سنوات من 2013 إلى 2017، باستثمارات تقارب7,7 مليار درهم، مدينة طنجة من الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى.وقد أنجز هذا البرنامج الطموح وفق مقاربة مجددة ، ويأخذ بعين الاعتبار العناصر الأساسية المهيكلة لمدينة كبرى تتجه نحو المستقبل، ألا وهي البيئة الحضرية لضمان جودة الحياة، والبيئة الاجتماعية لتثمين الثروة البشرية، والبيئة الاقتصادية لتطوير مؤهلات وخبرات المدينة، والبيئة الثقافية من أجل ترسيخ الهوية وقيم الانفتاح التي تزخر بها المدينة، مع تثمين إرثها. ويتعلق الأمر أيضا بتعزيز مناخها الروحي لإيلاء ممارسة الشعائر الدينية المكانة اللائقة بها في المجتمع. وهكذا، تعكس مختلف هذه المشاريع وغيرها عزم المغرب على استغلال جميع الفرص التي تمكنه من تسريع وتيرة التنمية وتعزيز تنافسيته على الصعيد الدولي. كما تنبعث من الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس من أجل مغرب قوي ودينامية تنموية مستمرة.