بعد سنة من إعطاء جلالة الملك محمد السادس الانطلاقة للمخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية 2012-2016 بفاس، نظمت وزارة الصحة اللقاء الوطني الأول لمصالح الإسعاف الطبي ألاستعجالي، أمس الأربعاء بالرباط وذلك للوقوف، رفقة شركائها ومهنيي القطاع، على ما تحقق خلال هذه الفترة. وقال الحسين الوردي، وزير الصحة، إنه "منذ انطلاق هذا المخطط، تحققت مجموعة من المنجزات على مستوى المستعجلات الطبية"، ذكر منها اقتناء مروحيات الوحدة المتنقلة للإسعاف والإنعاش، التي تمكنت من إنقاذ حياة حوامل وأطفالهن. وأضاف الوزير، في كلمة بمناسبة هذا اللقاء، أنه استفاد من هذه المروحيات في البداية سكان المناطق النائية والبعيدة بجهتي مراكش تانسيفت الحوز، وتادلة أزيلال، مشيرا إلى أن هذا النوع من وسائل النقل يهدف إلى تقريب الخدمات الصحية الاستعجالية للمواطنين، للتقليص من مدة التنقل، وتحسين جودة تكفل المستعجلات الطبية، ومستعجلات التوليد. ومن بين هذه المنجزات، حسب الوزير، تعزيز حظيرة النقل الصحي، من خلال اقتناء سيارات إسعاف مجهزة لتأمين نقل المرضى، وإحداث مستعجلات طبية للقرب بالمناطق البعيدة عن المستعجلات، وبداية تشغيل الرقم الوطني الموحد والمجاني (141) المخصص للمكالمات الطبية الاستعجالية، فضلا عن تعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص، من خلال توقيع اتفاقية شراكة لتأسيس نظام جهوي للإسعاف الطبي بالجديدة ووحدة للإغاثة بالرحامنة. وأفادت وثيقة لوزارة الصحة أنه منذ انطلاق المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية، جرى تحديث وتوحيد معايير حظيرة النقل الصحي، من خلال اقتناء 12 سيارة إسعاف من فئة (أ)، و73 سيارة إسعاف من فئة (ب) سنة 2012، واقتناء 136 سيارة إسعاف سنة 2013، من بينها 25 سيارة إسعاف رباعية الدفع للعمل بالوسط القروي. وإلى جانب ذلك، برمجة تشغيل 20 وحدة محلية للإسعاف الطبي بالوسط القروي خلال سنة 2013، وإحداث 15 وحدة للانعاش الطبي، وتشغيل 4 مروحيات للنقل الطبي الاستعجالي. وأفاد الوردي في تصريح للصحافة على هامش هذا اللقاء، أنه لأول مرة في تاريخ المغرب، ستعطى الانطلاقة بمراكش السبت المقبل للخرجات الأولية، موضحا أنه، في حال ما إذا "وقعت حادثة سير، ستخرج وزارة الصحة والوقاية المدنية للتكفل بالإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفى وتوجيههم لمراكز الاستقبال لتلقي العلاج". وأقر الوزير بوجود "بعض الاختلالات والنقائص في تطبيق المخطط، ستدرس خلال اللقاء وسيتم إيجاد الحلول المناسبة لها". ومن بين هذه النقائص والاختلالات، أشار الوزير إلى أنه في العالم القروي، لا تتمكن المروحيات من الطيران بالليل، وأن سيارات الإسعاف لا تسير في الجبال، مضيفا أن الوزارة شرعت في اقتناء سيارات رباعية الدفع، للتمكن من التنقل في المسالك الصعبة في البوادي والجبال. لكن المشكل الكبير، حسب الوردي، يرتبط "بنقص الموارد البشرية، وحاولنا توجيه ما لدينا من الموارد البشرية انطلاقا من الأولويات، ويتعلق الأمر بالمستعجلات".