أبرزت مليكة رمضاني، طبيبة اختصاصية في الصحة العامة، أهمية الرضاعة الطبيعية ومميزاتها كتغذية كاملة للرضيع، مؤكدة أنه ليس هناك أي مختبر لحد الآن على الصعيد العالمي تمكøóن من صنع حليب مماثل لحليب الأم الطبيعي والاقتصادي والصحي. واعتبرت رمضاني، وهي أيضا رئيسة مصلحة شبكة العلاجات الأساسية المتنقلة بالمندوبية الإقليمية للصحة بوجدة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب، أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تنعكس على الطفل الرضيع فحسب بل تمتد إلى الأم من خلال وقايتها من مجموعة من الأمراض وكذا المساعدة في انقباض الرحم الذي يقلل من خطر حدوث نزيف كبير المسبب في وفاة الكثير من الأمهات. وأشارت إلى أن "اللبأ" الذي يتكون في الثلاث أيام الأولى من الولادة ضروري أن تقدمه الأم لمولودها بالنظر إلى أهميته الكبيرة في وقاية الرضيع من الكثير من الأمراض لاحتوائه على قيمة غذائية عالية وأضداد تعمل على حماية الجسم بالنظر لعدم اكتمال نمو الجهاز المناعي لديه في هذه المرحلة. وشددت على أهمية توفر قاعات الولادة على طاولات التسخين لتدفئة المولود ووقايته من التعفنات التي تعتبر أحد المخاطر المسببة في الوفاة، أو قيام المولدة بوضع المولود على صدر أمه لإحساسه بالدفء في حضنها وسماع دقات قلبها التي اعتاد على سماعها وهو في رحمها. ولم يفت الدكتورة رمضاني التذكير بمحاور البرنامج الوطني للتقليص من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة (2012 2016)، المندرجة في إطاره هذه الحملة التحسيسية خاصة تأهيل بنيات الولادة بتوفير الآليات الضرورية، وتنظيم وتعزيز عرض العلاجات الخاص بالمواليد ومراقبتهم مباشرة بعد الولادة، وتحسين جودة التكفل بالمواليد الجدد، ثم وضع نظام إعلامي ملائم ومتطور في ميدان الصحة للفترة المحيطة بالولادة، فضلا عن تأمين الإجراءات المصاحبة. وذكرت، في هذا الصدد، بالموازاة مع هذه الحملة، بدور أقسام الأمهات في المساهمة في التقليل من وفيات حديثي الولادة والأمهات وتوفير شروط الرعاية الطبية لهم، مبرزة أن هذه الأقسام التي تم إحداثها على مستوى المراكز الصحية تستقبل الأمهات ومحيطهن وتقدم لهن دروس تحسيسية في جلسات خاصة حول عشرات المواضيع ذات الصلة بحماية صحة المرأة ومولودها بما فيها السلاسل الأربع التي تركز عليها هذه الحملة (النظافة، الحرارة، التنفس، الرضاعة الطبيعية). من جانبه، أكد أمين الزوادي، طبيب اختصاصي في أمراض الأطفال والرضع بمستشفى الدراق ببركان، أهمية هذه الحملة سواء بالنسبة للأمهات أو العاملين في قطاع الصحة نظرا لما للأيام الأولى للمولود أو الرضيع من أهمية كبيرة في التأثير على نموه وعلى مستقبله بصفة عامة. وأشار الدكتور الزوادي إلى أن هذه التدابير الأربع التي تركز عليها الحملة، رغم كونها بسيطة ويمكن تلقينها والقيام بها بكل سهولة، فإن منفعتها كبيرة جدا على صحة المولود والأم معا خاصة الرضاعة الطبيعية التي تساهم في الوقاية من المكروبات وتمكن الرضيع من النمو بطريقة طبيعية وعادية، حيث أنها ممكنة لجميع الأمهات وغير مكلفة وبسيطة لأنها لا تحتاج إلى مجهود كبير. ودعا أيضا إلى ضرورة مراقبة التنفس عند المولود وتدفئته بعد الولادة عن طريق وضعه على صدر أمه أو في مكان تكون فيه درجة الحرارة ملائمة خاصة في الطاولات المسخنة، مشيرا إلى أن احترام هذه السلاسل الأربع من شأنه أن يجعل المولود في حالة صحية جيدة أو على الأقل مقبولة وطبيعية وعادية. وتروم الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب، التي تم إطلاقها مؤخرا بمبادرة من جمعية "سلاسل الحياة" تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، التقليص بحوالي 75 في المائة من مخاطر وفيات الرضع والأمهات من خلال الحلقات الأربع التي تركز عليها لتتم عملية التوليد بأقل المخاطر سواء بالنسبة للأمهات أو الأطفال حديثي الولادة.