قال رئيس قسم الشؤون المهنية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس الدكتور محمد سعيد بلقاضي، إن المراقبة الطبية للمرأة أثناء فترة الحمل تساهم بشكل فعال في تفادي المضاعفات الشديدة التي تصاحب عملية الوضع، وكذا التقليص من حالات الولادة المستعصية. وأبرز في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة إطلاق حملة وطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب تحت شعار "لننقذ 10 آلاف رضيع"، أهمية التحسيس بهذا الأمر بالنظر لكون عدد كبير من النساء الحوامل لا يقمن بمراقبة الحمل. وأشار الدكتور بلقاضي، من جانب آخر، إلى أنه يتعين إحاطة مرحلة الولادة بمستوى عال من النظافة والمحافظة على الصحة من غسل اليدين لتفادي انتقال الميكروبات للرضيع ، وتعقيم الأدوات المستعملة لقطع الحبل السري. وأضاف أن إشكالية تفادي انتقال الميكروبات للرضيع غير واردة بالمستشفيات نظرا لكون العاملين بها مدركين لهذا الأمر، غير أن ذلك يكون كثير الوقوع أثناء الولادة داخل المنازل أو بواسطة المولدات التقليديات أو داخل بعض دور الولادة التي لا تتوفر على الإمكانيات الكافية. وأبرز ، في هذا السياق، الأهمية البالغة التي يكتسيها التحسيس على النظافة والتكفل بالرضيع في الساعات الأولى من ولادته من أجل ضمان بقائه على قيد الحياة في ظروف ملائمة. وبخصوص عامل التدفئة ، سجل المسؤول الطبي أن الاختلاف الحاصل بين درجة الحرارة داخل بطن الأم وفي المحيط الخارجي قد يتسبب في وفاة الرضيع مما يؤكد أهمية الاعتناء بمسألة الحرارة أثناء فترة الوضع حتى لا يكون لها تأثير سلبي وفي بعض الأحيان مميت بالنسبة للمولود. وأشار إلى أن العديد من الرضع يفارقون الحياة بسبب ظاهرة الحرارة ولاسيما في الأوساط التي تتوفر على الظروف المواتية ، من قبيل المنزل أو دور الولادة التي تنقصها مكيفات. وينضاف إلى عنصري النظافة والحرارة، يقول السيد بلقاضي، عامل التنفس الذي يتطلب من المشرفين على الولادة أخذه بعين الاعتبار أثناء الوضع من خلال تنقية أنف وأذني الرضيع بمجرد إطلالته على هذه الدنيا لكيلا تتسبب المواد التي كانت مترسبة فيها داخل بطن الأم في وفاته. كما أكد رئيس قسم الشؤون المهنية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس ، على أهمية الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية جمة وخاصة خلال الستة أشهر الأولى بالنسبة للرضيع والأم. وأبرز من جهة أخرى، أن وفيات الرضع والأمهات أثناء الوضع بجهة مراكش تانسيفت الحوز تقلصت بشكل كبير غير أنه يتعين بذل المزيد من الجهود وخاصة ما يتعلق بالرضع في ظل غياب وجود شبكة متكاملة للتكفل بهذه الفئة بالمراكز الصحية والمستشفيات المحلية وكذا غياب سيارات إسعاف متخصصة مجهزة والكفاءات المؤهلة بالمستشفيات الصغيرة. وكشف ، في هذا السياق، أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس يعد الوحيد بالجهة الذي يتوفر على مصلحة التكفل بالرضع والخدج، داعيا إلى إحداث هذا النوع من الوحدات بباقي المستشفيات بالجهة للحد من ظاهرة وفيات الرضع، والرفع من عدد أطباء الأطفال والمتخصصين في الخدش بهذه المستشفيات. وأضاف أن المركز الاستشفائي سجل خلال السنة الفارطة 15 ألف حالة ولادة في الوقت الذي تبقى فيه الطاقة الاستيعابية والموارد البشرية بالمستشفى غير قادرة على استيعاب هذا العدد، كما أن نسبة العمليات القيصرية التي أجريت بالمستشفى سجلت أعلى مستوى لها وصل إلى 25 في المائة ، في الوقت الذي تعتبر فيه منظمة الصحة العالمية أن تحقيق نسبة 15 في المائة إنجازا مهما. يشار إلى الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب التي تم إطلاقها الثلاثاء الماضي بالدار البيضاء بمبادرة من جمعية "سلاسل الحياة" تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، تطمح إلى التقليص بحوالي 75 في المائة من مخاطر وفيات الرضع والأمهات، من خلال أربع سلاسل للحياة عبارة عن حركات بسيطة حتى تتم عملية الولادة بأقل المخاطر سواء بالنسبة للأمهات أو الأطفال حديثي الولادة.