أعيد صباح أمس الخميس، كريم زاز، المدير العام السابق لشركة الاتصالات "وانا"، و11 متهما، إلى المحكمة الزجرية الابتدائية عين السبع بالدارالبيضاء، بعد أن أمر حسن مطار، وكيل الملك لدى المحكمة نفسها، مساء أول أمس الأربعاء، بتعميق البحث في الملف. يتابع المدير العام السابق لشركة الاتصالات "وانا" ومن معه بتهم "قرصنة مكالمات هاتفية دولية وتحويلها إلى مكالمات محلية لبيعها للزبناء المغاربة"، وقرر وكيل الملك، بعد خمس ساعات من النظر في الملف وعرض المتهمين عليه، منذ ظهر أول أمس إلى حدود الخامسة مساء، إعادة الملف أمام أنظار الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لتعميق البحث، ليقضي المتهمون ثالث ليلة لهم في مخفر الفرقة الوطنية. وأكدت مصادر مطلعة أن قرار وكيل الملك شمل مجموعة من جوانب الملف، منها تعميق البحث مع المتهمين ومع عناصر أخرى ذكرت أسماؤها في الملف، إلى جانب ما كشفته تحقيقات عناصر الفرقة حول عملية تحويل المكالمات الدولية، فضلا عن التحقيق في مدى تورط متهمين آخرين في الملف يفترض أنهم في حالة فرار. وكشفت المصادر نفسها أن من المتهمين المتابعين إلى جانب رجل المال والأعمال، كريم زاز، هناك (أبو .ب)، مستخدم سابق بالشركة، و(لحسن ر)، و(نور الدين. زس)، و(هشام. ت)، و(يوسف .ح)، و(عز الدين. م)، و(ربيع. ن)، و(عز الدين . د)، و(سمير.ع)، ومحمد .و). وعاينت "المغربية" خروج سيارتين تابعتين للأمن تقلان المتهمين، أبرزهم كريم زاز، المدير العام السابق ل"وانا - كوربوريت"، أو "وانا للاتصالات" إلى سجن عكاشة، في إطار الاعتقال الاحتياطي، من أجل عرضهم على مصلحة الفرقة الوطنية، من جديد، لتعميق البحث قبل إحالتهم مرة أخرى على أنظار النيابة العامة بالمحكمة ذاتها. ويتابع المتهمون، حسب مصادر مقربة من الملف، من أجل "تكوين عصابة إجرامية وتهريب مكالمات دولية والمس بنظم المعالجة الآلية للمعطيات والتزوير واستعماله". وباشرت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ حوالي السنة، التحقيقات في هذا الملف، الذي يعد بكشف العديد من المفاجآت، بعدما أطاحت هذه الفضيحة المالية برجل المال والأعمال كريم زاز، المدير العام الاسبق لشركة"وانا"للاتصالت"، والحامل للجنسية الفرنسية، وصاحب شركة Maroc connect، إذ أكدت مصادر "المغربية" أن الأخير متورط في "اختلاس مبالغ مالية قدرت بملايين الدراهم، عبر إنشائه رفقة بعض أصدقائه لست شركات كانت تستقبل المكالمات الدولية، وتحولها إلى مكالمات محلية مع السطو على الأسعار في إضرار واضح بمصالح شركة "وانا" التي كان زاز على رأس إدارتها العامة، وأن من بين الشركات التي كانت تقرصن المكالمات، هناك "سيارت" و"آه كوم". وكانت عناصر مكتب الجريمة الاقتصادية والمالية التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، استقدمت صباح أول أمس الأربعاء، في حالة اعتقال، كريم زاز و11 متهما إلى مكتب وكيل الملك بابتدائية البيضاء، بعدما أنهت التحقيق في الملف، بناء على شكايتين رفعهما فاعلان في الاتصالات إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ضد شركة تنشط في مجال "تهريب الاتصالات الهاتفية الواردة من خارج المغرب"، يعتبر كريم زاز أحد المساهمين فيها. وحسب التحقيقات المباشرة في الموضوع، فقد تمكنت هذه الشركة من تحقيق أرباح خيالية بلغت 100 مليون درهم في ظرف وجيز، من خلال شراء بطاقات من شركة اتصالات وطنية، وإعادة بيعها إلى زبناء بالخارج، بعدما يتم تحويلها عبر جهاز متطور خاص إلى مكالمات وطنية.