مازالت عناصر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء تحتفظ بالمدير العام السابق لشركة الاتصالات "وانا" في ضيافتها، حيث يجري التحقيق معه، رفقة مسؤولين آخرين كبار في شركته الخاصة بالاتصالات، في قضية تتعلق ب"التهريب الدولي للمكالمات الهاتفية". واستنادا الى بعض المصادر، فان توقيف كريم زاز والمسؤولين الاخرين، جاء اثر شكايتين تقدمت بهما كل من اتصالات المغرب و"واونا"، الفاعلين الرئيسيين في مجالات الاتصالات بالمغرب، لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء ضد شركة "تنشط في مجال تهريب المكالمات الدولية BTI". وأضافت المصادر ذاتها ان النيابة العام احالت الملف على الفرقة الوطنية، خاصة قسم الجرائم المالية والاقتصادية، الذي يشرف على التحقيق في هذه القضية". وأسفرت التحقيقات الأولية عن توقيف شبكة متخصصة في التهريب الدولي للمكالمات واستعمال التزوير، تنشط منذ سنوات بين المغرب وفرنسا وموريتانيا. وبينت التحقيقات ان المسؤول الاول عن هذه الشركة هو كريم زاز، الرئيس السابق لشركة 'وانا". وبعد سلسلة من الأبحاث، تم بداية الاسبوع الجاري توقيف كريم زاز رفقة مسؤولين آخرين بشركته، التي تمكنت من تحقيق أرباح خيالية بلغت 100 مليون درهم في ظرف وجيز، وفق ما أسرت المصادر ذاتها. الشركة التي يديرها كريم زاز، ومقرها بالدار البيضاء، تقوم بشراء بطاقات من شركة اتصالات وطنية، وتعيد بيعها الى زبناء بالخارج، بعدما يتم تحويلها عبر جهاز خاص الى مكالمات وطنية. كريم زاز، من مواليد سنة 1965، مغربي حامل للجنسية الفرنسية، وتقلب على مواقع مهمة في عالم المال والأعمال. أسس سنة 1999 Maroc connect، التي ستصير فيما بعد "وانا" الفاعل الاتصال أتي الثالث في المغرب، بعدما قام ببيعها للهولندينغ الملكي "أونا" سنة 2005. وبقي زاز مديرا للشركة الى غاية فبراير 2010، حيث تم الاستغناء النهائي عنه من منصبه كمدير تنفيدي، وكان ذلك نتيجة الإخفاق الكبير الذي سجلته فترة إشرافه على الفاعل الاتصالاتي الثالث بالمغرب، و عدم قدرته على مجارة المنافسة القوية لكل من اتصالات المغرب و ميديتيل، حيث حمله المدير العام، الفرنسي فريديريك ديبور، المسؤولية الكاملة في الاختيارات الخاطئة في استراتيجية عمله، خاصة فيما يتعلق بالاعتماد منذ البداية على نظام " سيديما " عوض " جي إس إم "، وكان هذا الامر اختيارا خاطئا. و تجدر الإشارة إلى أن كريم زاز يعمل داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كعضو بها، على اعتبار أنه يرأس إحدى أندية الهواة بالدارالبيضاء، كما سبق له أن مارس كرة القدم بمدرسة نادي الوداد الرياضي أيام طفولته.