على إثر علم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنبأ المفجع لغرق قارب للصيد بسواحل مدينة الداخلة جراء اصطدامه بسفينة أخرى، أول أمس السبت، بعث جلالته ببرقيات تعازي ومواساة إلى الأسر المكلومة، داعيا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وغفرانه، ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء. وقرر جلالة الملك، حسب بلاغ للديوان الملكي، التكفل شخصيا بلوازم دفن جثامين الضحايا، ومآثم عزائهم. ومشاطرة من جلالته لعائلات الضحايا مشاعرها في هذا الظرف العصيب، وتخفيفا لما ألم بها من رزء فادح، أصدر جلالته تعليماته السامية إلى السلطات المختصة لتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة لهذه الأسر. من جهة أخرى، أفاد بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري أنه فتح تحقيق لتحديد الملابسات الحقيقية للحادث، بالموازاة مع مواصلة عمليات الإنقاذ. وأشارت الوزارة إلى وفاة شخصين في هذا الحادث، فيما اعتبر ما بين 10 و15 شخصا في عداد المفقودين حسب حصيلة مؤقتة، مضيفة أن التحقيق الذي فتح سيمكن من تحديد الملابسات الحقيقية للحادث، ومسؤولية كل طرف في هذا الحادث المأساوي. وبعد أن سجل "تضاؤل فرص العثور على أحياء"، أكد البلاغ أن وصول فرق الإنقاذ فور انطلاق نظام الإنذار مكن من إنقاذ 18 بحارا. وأبرزت مصادر متطابقة أن السجل البحري للقارب توجد به أسماء 35 بحارا، مبرزا أنه، بعد الحادث، تمكن قارب "أوداد" من إنقاذ 9 أشخاص، وقارب "طه" من إنقاذ 5، أما سفينة "ميدوي الداخلة"، التي صدمت القارب فأنقذت بحارا واحد، في حين، انتشلت جثة ثلاثة بحارة وسلمت لوحدة إنقاذ الأرواح البشرية، ما يرجح أن يكون 17 بحارا مازالوا في عداد المفقودين. وذكرت المصادر ذاتها أن فرقة الغطاسين التابعة للبحرية الملكية قد تكون شرعت، أمس الأحد، في انتشال الجثث الغارقة. وعلمت "المغربية" من مصدر موثوق أن لجنة من وزارة الصيد البحري حلت، أول أمس السبت، بمدينة الداخلة للوقوف على الاختلالات التي كانت سببا في وقوع الحادث. وأوضح المصدر أن اللجنة ضمت المدير العام للتكوين المهني البحري والترقية الاجتماعية المهنية، وفؤاد الأزهري، مستشار الكاتبة العامة في الوزارة. ويأتي هذا في وقت يواصل الدرك الملكي البحري، والمركز القضائي للدرك التحقيق في الحادث، علما أن المعطيات الأولية تشير إلى أن السفينة كانت تبحر دون ربان. وكشف المصدر أن الاصطدام وقع عندما كان البحارة في قارب "الطاوس" نائمين.