تواصل الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، اليوم الجمعة، عرض الأشرطة "الجنسية" لتوفيق بوعشرين مدير نشر يومية "أخبار اليوم"، في جلسة أخرى تعقدها "مغلقة" بالتوقيت نفسه وهو العاشرة مساء وبعد الإفطار. واتخذت المحكمة قراراها بعقد جلسة رابعة لمواصلة عرض هذه الأشرطة، صباح اليوم الجمعة، بعد رفعها للجلسة التي عقدتها ليلة الخميس الجمعة، وانتهت في حدود الثانية صباحا. وجاء قرار التأخير، حسب المعطيات التي استقتها "الصحراء المغربية" عبر محاميي الدفاع عن الطرفين، بطلب من المتهم بوعشرين، الذي أحس بالعياء ويبدو أنه لم يقو على متابعة المشاهد "الجنسية" التي تعرضها على أنظاره المحكمة، وتوثقها أشرطة محجوزة من جهاز كان بمكتبه. وأكدت المعطيات ذاتها أن بوعشرين ظل طوال جلسة ليلة الخميس الجمعة، والتي استمرت لأزيد من ثلاث ساعات، صامتا يتابع ما تعرضه المحكمة من فيديوهات، وهو ما أكدته المحامية أمينة الطالبي، منسقة دفاع الضحايا، حين قالت إن المتهم بوعشرين ولأول مرة منذ انطلاق جلسات عرض الأشرطة بدى على غير عادته صامتا، يراقب ما تعرضه المحكمة وألوان وجهه تتغير من حين لآخر قبل أن يطلب التأخير من المحكمة. وعرضت المحكمة ليلة الخميس الجمعة، خمسة فيديوهات جنسية أخرى، ليصل العدد إلى 17 فيديو من أصل 53 عرضتها المحكمة خلال ثلاث جلسات مغلقة. وخلالها لوحظ أن بعض أعضاء هيئة الدفاع عن بوعشرين بدأوا في الانسحاب من الجلسة بعد أن شرعت المحكمة في عرض الشريط الأول بنصف ساعة تقريبا، حيث خرج النقيب محمد زيان، وتوجه نحو سيارته، وجلس فيها مطولا، وفضل البعض الآخر الانسحاب قبل نهاية الجلسة، في حين كان البعض الآخر يغادر قاعة الجلسات ويجلس مطولا خارجها. وبرر دفاع بوعشرين ذلك بكون المشاهد المعروضة في الفيديوهات "متكررة" وليس فيها جديد، وأنها تؤكد ما سبق أن صرحوا به بكونها غير واضحة ولا تظهر فيها الشخصيات بملامح بارزة، إذ قال النقيب عبد اللطيف بوعشرين، عن دفاع توفيق بوعشرين أن بعض محامو الدفاع يفضلون الخروج عوض تكرار مشاهد سبق أن عاينوها محترمين في ذلك رغبة المحكمة بعرضها. أما دفاع الطرف المدني، فأكد أن ما يقارب الثلث من هيئة دفاع المتهم، غادروا قاعة الجلسات وبعضهم بقي خارجا في الوقت الذي تعرض فيه المحكمة الأشرطة، إذ قال المحامي عبد الفتاح زهراش "دفاع المتهم بوعشرين وقف على حقيقة ما هو مضمن من مشاهد جنسية توثق للاتجار في البشر والاغتصاب والاستغلال الجنسي من المتهم للضحايا"، في حين أكد المحامي محمد الحسني كروط أن "دفاع بوعشرين صدم مما شاهده من ممارسات مقززة ومناظر غريبة فغادر القاعة في بداية العرض". وفي الوقت الذي فضل فيه عدد من محامو الدفاع عن بوعشرين التزام الصمت، قال النقيب بوعشرين، تعليقا على الفيديوهات الخمسة المعروضة، إن ما شاهده "يعتبر ممارسة جنسية حميمية ورضائية في انسجام بين شخصين وفي مكتب ولا وجود للعنف"، مضيفا بالقول "بأمانة وواقعية أقول إن هناك مشاهد تجمع بين شخصين، رجل وامرأة، لا يمكنني أن أقول إنهما توفيق أو إحدى المشتكيات، يمارسان الجنس بطريقة سطحية وبشكل عاد جدا وبانسجام ورضى. وليست هناك ممارسة شاذة، والسيدة هي من تبدأ بنزع ملابسها وفرد شعرها لإغواء الشخص الذي معها وبرضاها". فإن دفاع الضحايا وصف مشاهد الممارسات الجنسية المعروضة في الأشرطة ب"الشاذة" إذ قال المحامي محمد الهيني، عن دفاع الضحايا "أش غادي نقول ...داكشي مقرف .. ممارسات مهينة تكشف أننا أمام شخص شاذ ممارساته تخالف الجنس الطبيعي"، أما المحامي كروط، فأكد أن "الأشرطة توثق لجناية الاتجار بالبشر عبر الاستغلال الجنسي كنوع من العبودية الحديثة، بحكم علاقة التبعية والضعف لكون المتهم رب عمل ومشغل، والضحايا في هذا الملف تصبح إرادتهن لا قيمة لها لأن قانون الاتجار في البشر يحميها ويصبح القانون في مواجهة المتهم".