واصلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليلة أول أمس الأربعاء، عرض أشرطة الفيديو الجنسية التي تنسبها النيابة العامة للمتهم توفيق بوعشرين، المتابع في حالة اعتقال من أجل جنايات الاتجار في البشر، حيث تم عرض 12 فيديو توثق لعلاقات جنسية، اختلفت تعليقات دفاعي الطرفين عليها. فبالنسبة لدفاع المتهم بوعشرين، جدد التأكيد على أن الفيديوهات مفبركة، وأن الشخص الذي يظهر في الفيديوهات ليس هو بوعشرين، بل إن العلاقات الجنسية التي تظهر في مختلف الفيديوهات المعروضة إلى حد الآن، هي تعبير عن علاقة حميمية وجنسية رضائية بين سيد وسيدة، على حد تعبير النقيب عبد اللطيف بوعشرين، في تصريح للصحافة. أما النقيب زيان، فقال، إنه سيتقدم بطلب إلى المحكمة من أجل رفع السرية عن الجلسات، ملتمسا في الوقت نفسه عرض الفيديوهات على الرأي العام الوطني، للاحتكام إليه، في موضوع الفيديوهات، التي تعتمد عليها المحكمة كأدلة ووسائل إثبات قوية في الملف، والحكم إن كان الأمر يتعلق ببوعشرين أم بشخص آخر. وأضاف زيان، في تصريح للصحافة، قبل بداية الجلسة "على الرأي العام مشاهدة الفيديوهات حتى يعرف حقيقة التلاعب في الملف". وكشف أيضا أن أسماء بوعشرين، زوجة الصحافي توفيق بوعشرين، قررت متابعة مجموعة من المحاميين من هيئة دفاع المشتكيات بسبب ما يمارسونه من "تعذيب معنوي على بوعشرين خلال أطوار الجلسات" على حد تعبيرها. في حين، أجمع دفاع المطالبات بالحق المدني، في تصريحاتهم للصحافة، على أن الفيديوهات واضحة، وتوثق بالصورة والصوت للممارسات الجنسية الشاذة للمتهم بوعشرين على ضحاياه، بل إن آهات ضحاياه كانت تصل لمسامع الجميع المتواجدين في قاعة الجلسة، وهي الآهات التي تعامل معها المتهم بسادية واضحة، حسب دفاع المطالبات بالحق المدني. وفي هذا الإطار، قال المسكيني مبارك، عضو هيئة دفاع الضحايا، "شاهدنا هذه الليلة صورا بشعة ومقززة لممارسات جنسية، وصورا لضحايا حاضرات وضحايا غائبات، ادعين في وقت سابق أنهن لا يوجدن في الأشرطة". وأضاف المسكيني، أن السلوكات الجنسية للمتهم الذي يظهر بشكل لا لبس فيه في الفيديوهات، لا يمكن أن توصف إلا بالشاذة. وعن مظاهر الاتجار في البشر، أكد المسكيني، أن الفيديوهات توثق لمشاهد تبين بوضوح مدى الاستغلال الجنسي للضحايا، ومدى سادية المتهم، خصوصا عندما كانت إحدى ضحاياه تبكي وهو يكفكف دموعها بمنديل، قبل ان يجبرها ثانية على مواصلة ممارسة "الجنس الفموي" معها، دون رحمة وغير آبه بتوسلاتها وآلامها، وهي تخاطبه بالقول: "دمرتني.. حطمتني.. فوتني.. باراكا علي.. مبقيتش قادرة نتحملك". أكثر من ذلك، أوضح المسكيني، أن المتهم بوعشرين، كان يوثق لجرائمه بالصوت والصورة، من خلال اختياره الدقيق لمكان وزاوية ممارساته الجنسية التي كانت مقابلة للكاميرا، وأن استغلال سلطته ونفوذه، بصفته رب العمل، كان جليا بالصوت والصورة في تعامله المنحط مع ضحاياه اللواتي لم تشفع لهن توسلاتهن في وضع حد لهذه الممارسات الحاطة بكرامتهن. ومن جهتها، قالت المحامية أمينة الطالبي عن دفاع الضحايا، إن شروط قيام أركان جريمة الاتجار بالبشر قد اكتملت، وأن الفيديوهات قد نقلت كل التفاصيل، ضمنها مظاهر العبودية والاستغلال البشع للمتهم لضحاياه، وأن الممارسات الجنسية للمتهم يعجز اللسان عن وصفها لبشاعتها وفظاعتها. وأكدت أنه لم يكن هناك أي رضى ملحوظ للضحايا، بل على العكس، كان هناك ترهيب وإكراه وإجبار من طرف المتهم. هذا، وعرفت هذه الجلسة، عرض شريط فيديو لإحدى المصرحات التي سبق لها أن نفت وجود أي علاقة لها بالمشتكى به، حيث ظهرت فيه وهي تمارس الجنس معه. كما عرفت الجلسة، حسب مصدر حضرها، احتجاج المتهم توفيق بوعشرين في وجه ممثل النيابة العامة، قائلا له: "ماتشوفش فيا"، فرد عليه ممثل النيابة العامة بالقول: "احترم راسك، أنا أشاهد في التلفاز"، ليتدخل رئيس الهيئة القضائية مخاطبا المتهم بوعشرين: "احترم نفسك، فأنت هنا متهم"، قبل أن يعتذر هذا الأخير.