أبرز رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، أمس الأربعاء بالرباط، الدور المتصاعد للدبلوماسية البرلمانية العربية الإفريقية، وقدرتها على بناء نموذج جاد للتعاون الاقتصادي العربي الإفريقي؛ يقوم على التشارك والتكامل. وأكد السلمي، خلال المنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي "من أجل بناء نموذج تكاملي للتعاون الإقليمي"، الذي ينظمه مجلس المستشارين يومي 25 و 26 أبريل الجاري، ثقة البرلمان العربي في القدرات المشتركة للبلدان العربية والإفريقية، التي تمثل فرصا مهمة لانطلاقة اقتصادية وتنموية جديدة وواعدة، يفرضها المصير المشترك لنصف البلدان العربية المنتمية للقارة الإفريقية. وأضاف أن كافة الدول العربية تنظر إلى دول القارة الإفريقية باعتبارها الشريك الأول لصياغة المستقبل، الذي يليق بشعوب المنطقتين اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، مسجلا أن المصير المشترك والتفاعل الحي لهذه البلدان، وكذا الفرص المتاحة، تؤكد رحابة آفاق التعاون من أجل إقامة شراكة عربية إفريقية متكافئة. وبعد أن أكد أن البرلمان العربي تربطه علاقات متينة مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، أطرتها مذكرة التفاهم المشتركة التي أسست لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق، أكد السلمي رغبة البرلمان العربي في مزيد من التعاون والتشاور خدمة لتطلعات الشعبين العربي والإفريقي، مشيرا إلى المواقف المشتركة بشأن القضايا الاستراتيجية الكبرى والمصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. من جهة أخرى، أكد رئيس البرلمان العربي الاستعداد التام للعمل مع برلمان عموم إفريقيا والبرلمانات في الدول الإفريقية للوقوف في وجه التحديات التي تواجه العرب والأفارقة، لا سيما التطرف والإرهاب. وأعرب عن استعداد البرلمان العربي أيضا لدعم ومساندة التوصيات التي ستصدر عن المنتدى، خاصة ما يتعلق بإحداث الشبكة البرلمانية حول الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي، والشبكة البرلمانية لنساء ورجال الأعمال في إفريقيا والعالم العربي. من جانبه، دعا رئيس مجلس الشورى القطري، أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود، البلدان العربية والإفريقية إلى توجيه استثماراتها وصادراتها لدول الجوار في المنطقتين، مشيرا إلى أن حجم الصادرات الإفريقية للعالم العربي يمثل فقط 6,5 في المائة من إجمالي صادراتها، فيما تمثل صادرات العالم العربي إلى إفريقيا 5,5 في المئة. وأكد أن بإمكان البرلمانيين قيادة جهود التقارب بين البلدان العربية والإفريقية عبر الدبلوماسية البرلمانية، وتوفير الأرضية المشتركة الملائمة للتعاون الاقتصادي. يذكر أن المنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي، الذي ينظم بتنسيق مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، يندرج في إطار تنزيل برنامج عمل الرابطة، الذي تمت المصادقة عليه في مؤتمرها العاشر المنعقد بالمغرب يومي 20 و 21 شتنبر الماضي، والمتضمن لمواضيع متعددة تهم المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وبناء السلام. ويروم هذا المنتدى إغناء النقاش والحوار والتشاور البرلماني الإفريقي العربي حول القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية والراهنية في المنطقتين الإفريقية والعربية، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وكذا تأسيس دبلوماسية برلمانية اقتصادية تمكن من استكشاف سبل وإمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي العربي، وفق منظور استراتيجي تنموي تشاركي وتكاملي وتضامني، يرتكز على تمتين نسيج المصالح الاقتصادية والتجارية والروابط الإنسانية بين العالمين الإفريقي والعربي. ويناقش هذا المنتدى ثلاثة محاور أساسية تهم "الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي"، و"نحو شراكات اقتصادية لمواجهة تحديات التنمية في الدول الإفريقية والعربية "، و"الشراكات العربية-الإفريقية:من أجل نمو شامل ودامج".