دعا رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، اليوم الخميس بالرباط، إلى التنسيق وعقد الشراكات لمواجهة التحديات والعقبات المطروحة أمام مسيرة التعاون والتكامل بين البلدان العربية والإفريقية، مهما كانت « قوية وعنيدة أحيانا ». وأبرز بن شماش، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، في كلمة بمناسبة اختتام المنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي، الذي نظمه مجلس المستشارين على مدى يومين، أن التنسيق والتعاون أصبحا ضرورة تاريخية مستعجلة، « على اعتبار أنه لا يوجد حل آخر للتقليل من مخاطر التحديات المتربصة بالشعوب العربية والإفريقية »، مؤكدا أنه « حان الوقت لكي نقرر مصائر بلداننا وشعوبنا ». وسجل أن هناك وعيا وقناعة جديدين عبر عنهما المشاركون في هذا المنتدى، يتلخصان في ضرورة أن تأخذ قيادات العالم العربي والإفريقي مصائر بلدانها وشعوبها على محمل الجد. واعتبر أن هذا المنتدى يعد خطوة إضافية في مسار توطيد وترسيخ هذا الوعي التاريخي الجديد، الذي بدأ بالبزوغ وانبثق في صفوف قيادات العالم العربي وفي القارة الإفريقية منذ فترة، مشيرا إلى أن إحدى تجليات هذا الوعي تتمثل في إدراك الجميع للحاجة الملحة والمستعجلة للتنسيق والتعاقد لمواجهة كافة التحديات. وقال رئيس مجلس المستشارين إن انبثاق هذا الوعي التاريخي، الذي عبر عنه المشاركون، كشف أن الجميع مقتنع بضرورة تقوية وتنويع التعاون التجاري والاقتصادي ومختلف أنماط الشراكات، مشيرا إلى أن « هذا الطموح لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة حتمية حتى تحتل الشعوب العربية والإفريقية مكانة جديرة بتاريخها وحضاراتها. وشدد على ضرورة التنظيم الدوري للمنتدى البرلماني الاقتصادي الإفريقي العربي، باعتباره فضاء للحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر بين برلمانات وممثلي العالم العربي والقارة الإفريقية. يذكر أن المنتدى الاقتصادي البرلماني الإفريقي العربي، الذي نظم بتنسيق مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، يندرج في إطار تنزيل برنامج عمل الرابطة، الذي تمت المصادقة عليه في مؤتمرها العاشر المنعقد بالمغرب يومي 20 و21 شتنبر الماضي، والمتضمن لمواضيع متعددة تهم المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وبناء السلام. ويروم هذا المنتدى إغناء النقاش والحوار والتشاور البرلماني الإفريقي العربي حول القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية والراهنية في المنطقتين الإفريقية والعربية، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، وكذا تأسيس دبلوماسية برلمانية اقتصادية تمكن من استكشاف سبل وإمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي العربي وفق منظور استراتيجي تنموي تشاركي وتكاملي وتضامني، يرتكز على تمتين نسيج المصالح الاقتصادية والتجارية والروابط الإنسانية بين العالمين الإفريقي والعربي. وناقش هذا المنتدى ثلاثة محاور أساسية تهم « الأمن الغذائي في إفريقيا والعالم العربي »، و »نحو شراكات اقتصادية لمواجهة تحديات التنمية في الدول الإفريقية والعربية « ، و »الشراكات العربية-الإفريقية: من أجل نمو شامل ودامج »