يحتفي رواق الفنون "B & S" بالدارالبيضاء ومؤسسه أبو بكر القادري باليوم العالمي للمرأة، من خلال عرض أعمال خاصة للفنان التشكيلي المغربي عزيز سيد بعنوان "تكريم إليهن". ويواصل المعرض، إلى غاية 31 مارس الجاري، فعالياته، حيث تتزين جدران الرواق بعرض يستذكر أعمال الفنان التي تعود إلى سنوات الثمانينات، المزاوجة بين الألوان والأحادية منها، لمس أعماق تعابير الوجه والجسد النسائي، ليقدم للهواة وجامعي الأعمال الفنية فرصة جديدة، من أجل تجديد التواصل مع هذا الفنان، الذي يطل علينا من أعلى، وعمره 71 سنة. كل متتبع لمسيرة إبداع عزيز سيد، سيقتنع سريعا بأن هذا الرسام يستخدم الخبرة كجانب جمالي، من أجل تحديد موضوعاته التشكيلية ووضع مفرداته وتعابيره البصرية. ابتداء من سبعينات القرن الماضي، كان قادرا على تحويل الأجسام إلى ورشة عمله المتميزة. . وباستطلاع الأعماق السحيقة للجسم وعوالمه السيميائية، كان على وشك التوقف عن التعامل مع هذه الأجسام كرمز بصري معزول، لغاية عدم العويل عليها مثل هيكل. ومع تكرارها، تأصلها جعلها متميزة قبل كل شيء، خصوصا من خلال نظامها الأيقوني العام. ولذلك، فإن الجسم لم يعد في أعمال رسامنا، ذلك المصطلح البصري البسيط الذي يظهر لنا في القماش الذي يملأ الفضاء. أيضا، ومع مرور الوقت، ستتحول لوحاته إلى استعارات جسدية نقية، بحيث يمكن أن تنطبق على ما يقوله "بول كلي"، عندما يقارنها مع الإنسان لتصبح ضمن قماش إطار، والأعضاء والبشرة حتى نتمكن من التحدث عن تشريح عمل فني تماما، كما نتحدث عن ذلك حول جسم الإنسان. في مغامرته التجريبية الجريئة لاستطلاع الهوية الميتافيزيقية للجسم البشري، واستكشاف الأسرار والتعابير الرمزية، كان عزيز سيد يلجأ إلى افتراضات الذاكرة وتنبؤاتها المبشرة، من أجل رسم مياه العمق الأسطوري والمخيال الأنتروبولوجي. ومع ذلك، كان يلجأ في الوقت نفسه إلى المراجع الجمالية الاستعبادية التي حصل عليها خلال تكوينه الأكاديمي، وتكوينه في مجال تصميم الرقصات، وكذا مهاراته المعترف بها من قبل الجميع في الديكور والزخرفة. ويشار في هذا الصدد، أنه فيما يخص الأمور الجمالية، فإن رسامنا خريج المدرسة البولونية "كراكوفي". وبالإضافة إلى الصرامة والدقة، فإنه يوصي ويحث على فهم الحقيقة البصرية لكل ما هو حميم وعميق، في سياق الكشف عن الحقيقة غير المرئية وغير المادية، لأنها جزء لا يتجزأ من التكتلات المادية الخارجية. باختصار، تسمح العديد من المراجع الجمالية المكتسبة للفنان بقطع رحلة طويلة وقاسية في استكشاف أعماق الجسد، وقوته الأنطلوجية. رحلة ستسمح له باستطلاع خطاب الجسد أيضا، وانفعالاته وتعابيره.