'في المسرح ألوان، ومن ألوانه دعوة الجمهور إلى لقاء مع الذاكرة، وربما كانت الذاكرة من أهم معاركنا في هذا الزمن، فكم من مرة تسأل فيها شبابنا عن تلك الصفحة أو المرحلة من تاريخنا فتجيبك حيرة وتساؤل. طبعا الحياة كلها ليست ماضيا وتاريخا، لكن غياب الماضي والتاريخ هو غياب للحاضر والمستقبل'. بهذه العبارات كشف المخرج المسرحي التونسي، رجاء فرحات، النقاب عن مسرحيته "بورقيبة، السجن الأخير"، التي عرضت أول أمس الخميس بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء، وستعرض بسينما الريف بطنجة يوم 21 فبراير، ويوم 22 من الشهر الجاري بالمكتبة الوطنية بالرباط. ويرى المخرج أن المهم في هذا العرض المسرحي هو تقديم "درس في الوحدة، وحدة المصير في حلم التحرير وإعادة الروح إلى الحضارة العربية". وقال رجاء فرحات، في تصريح ل "المغربية"، إن المسرحية قدمت سنة 2012 في قسميها الأول والثاني لجمهور متزايد في تونس وفي البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أنه يجسد في المسرحية دور الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، إلى جانب الطبيبة المرافقة له، وهي الدكتورة الجامعية والمسرحية أمل الفرجي. وأضاف فرحات أن المسرحية شكسبيرية وقارنها بمسرحية "الملك لير"، التي تروي قصة عجوز سجين ذاكرته وشيخوخته، فهي تطرح حياة الزعيم بورقيبة من خلال استحضار تاريخ يجمعه بأهم زعماء القرن العشرين، عبر ذاكرة حادة وملكة في الحديث، إذ يرصد أهم المحطات التي عاشها بورقيبة، القائد العربي الأول الذي زار الرئيس الأمريكي جون كيندي، ووصفه بجورج واشنطن العالم العربي لأنه رجل الحرية. من خلال المسرحية يسافر فرحات بالجمهور إلى زمن الاستعمار الفرنسي ولحظات الكفاح من أجل الحرية، فالعمل يرصد الإخفاقات والانتصارات والصمود العربي، ويقول مخرج المسرحية "ترك بورقيبة الحكم بعد 30 سنة، دون أن يملك شقة واحدة ولا أرضا ولا زيتونة، كان معدما فقيرا، لكنه مناضل شجاع، كانت له موهبة في رواية الأحداث، وكان رجل صحافة واجتماعات وحوارات. كان يمثل الزعيم الجريء الذي لا يخاف لا سجنا ولا موتا، أحبه الشعب التونسي، وما زال يقف كل 6 أبريل من كل سنة ليترحم على بورقيبة في ذكرى وفاته".