عقد المكتب المركزي للشبكة المغربية من أجل السكن اللائق، أخيرا، اجتماعا تدارس فيه مجمل القضايا، التي تهم السكن والقضايا المرتبطة بالسياسات السكنية المتبعة من طرف الحكومة في مجال السكن والتعمير وانعكاساتها على المواطنين. أوضح عبد الله علالي، رئيس الشبكة المغربية للسكن اللائق، في اتصال مع"المغربية"، أن "السكن اللائق هو الذي يحترم كل الشروط الضرورية للعيش الكريم، والتوفر على المرافق الضرورية، عكس السكن الضيق الشبيه بصناديق سكنية تكون بمثابة وصفة سهلة لدى المسؤولين، من أجل حل مشكلة دور الصفيح، أو المساكن الآيلة للسقوط". وأضاف المتحدث أن "المغرب مازال يعاني مجموعة من الظواهر، التي تعيق السكن الكريم، من بينها آفة دور الصفيح، التي مازالت الدولة لم تقو بعد على معالجتها بشكل جذري رغم الجهود المبذولة". وتشكل المنازل الآيلة للسقوط في بعض الأحياء القديمة خطرا على سلامة السكان، سيما مع بداية فصل الشتاء، حيث تتضرر العديد من المدن العتيقة، بالإضافة لظاهرة الهجوم على المساحات الخضراء، إذ تعطى تراخيص للبناء في المجالات الغابوية الجانبية، ما سيؤثر لا محالة سلبا على البيئة في المستقبل. وتحدث، علالي، أيضا عن المضاربات العقارية، التي ترفع من قيمة بيع الأراضي والشقق بشكل صاروخي لا يقوى عليه جميع المواطنين الفقير، سيما مع تفشي ظاهرة التسبيقات غير القانونية، المعروفة ب"النوار"، التي تفوت على الدولة ملايين الدراهم. وفي ما يتعلق بعلاقة الشبكة المغربية للسكن اللائق والتحالف الدولي للسكن، أوضح عبدالله علالي، أن "الشبكة المغربية من أجل السكن اللائق عضو في التحالف الدولي للسكن، الذي يدافع عن الحق في السكن، ويتكون من مئات الجمعيات المتفرقة عبر العالم، والشبكة المغربية للسكن اللائق، من خلال تحالفها مع هذه الأخير، تصبو لتطوير خبرتها وتقوية قدراتها ومعارفها، من أجل الدفاع عن الحق في سكن لائق لكافة المواطنين، لذلك تنظم لقاءات دولية لتعميق النقاش ومعرفة ما يجري في بلدان العالم، كما أنها تتضامن أيضا مع السكان المتضررين من السياسات التي تقوم على مصادرة الحق في السكن، وتشارك باقتراحاتها قصد المساهمة في حل بعض المشاكل السكنية. وأفاد المتحدث أن مشاركة شبكته في لقاء بتونس كان مناسبة للتداول حول تنظيم لقاء في المغرب قصد الخروج بتوصيات يمكن أن تساهم ولو بشكل جزئي في طرح بعض البدائل للإكراهات، التي تعيق موضوع السكن بالمغرب. إشراك خبراء في السكن عن أهم الأنشطة التي تساهم بها شبكة المغربية من أجل السكن اللائق، أبرز عبد الله علالي أن "الشبكة نظمت السنة الماضية، عدة ندوات فكرية، شارك فيها خبراء في ميدان السكن والتعمير، فضلا عن مشاركة وزارة السكنى وسياسة المدينة، التي تمحور موضوعها حول "السكن بالمغرب، أزمة تخطيط أم مضاربة". وكانت هذه الندوة مناسبة لتشخيص واقع السكن بالمغرب، بالإضافة للقاءات أخرى خصصت للتعاونيات السكنية شارك فيها خبراء في المجال. للإشارة، فالشبكة المغربية للسكن اللائق، تأسست سنة 2013، الفكرة جاءت سنة 2011 بعد المشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي بدكار، حيث تم التعرف على مجموعة من الجمعيات في مختلف دول العالم التي تهتم بالدفاع عن الحق في السكن، انطلاقا من ذلك جاءت فكرة تأسيس شبكة تهتم بالسكن اللائق، سيما أن السكن بالمغرب تعترضه مجموعة من الإشكاليات.