أصدر المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، نشرة إنذارية حول استعمال خلطات محضرة من الأعشاب، بغرض التداوي من الأمراض، لما تشكله الأعشاب والنباتات من مخاطر على صحة الإنسان، تصل حد التهديد بالموت. وقالت البروفيسور رشيدة السليماني، رئيسة المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية، في تصريح ل"المغربية" إن النشرة الإنذارية جاءت تبعا لما توصل به المركز من معطيات حول تعرض مواطنين لمشاكل صحية، بسبب تناولهم أعشاب محضرة بشكل ذاتي، سمعوا عن "نجاعتها" في شفاء مجموعة من الأمراض. وحذرت السليماني من مخاطر الاعتقاد بأن تناول تركيبات من الأعشاب يشفي من أمراض خطيرة ومستعصية، مع وجود مخاطر تهدد الصحة والحياة. وسجلت المجلة الإخبارية الأخيرة للمركز المذكور "وفاة طفلين في منطقة تاونات، بعد تعرضهما للتسمم بواسطة عشبة الداد التي تتميز بخطورة كبيرة، إذ كانا ضمن 9 أطفال آخرين، صاحبوا أحد عشابي المنطقة لقطف العشبة، تلبية للطلب عليها من قبل المستهلكين". وأوضحت مسؤولة المركز أن اللجوء للتداوي بالأعشاب لا يخلو من مخاطر، لأن الأعشاب تتكون من أجزاء سامة، والمواطن العادي يجهل نوعية وطبيعة العشبة التي يقتنيها من الأسواق العمومية. وذكرت أن قلة الوعي الصحي ترفع فرص التداوي بالأعشاب، بينما ضعف المستوى الثقافي والمالي، لا يكون دائما سببا في اللجوء إلى التداوي بها، إذ يقبل على استعمالها الأثرياء كما الفقراء، ويستعملها حتى المرضى الذين يتوفرون على علاجات مجانية في المستشفيات، ومنهم مرضى السكري. ودعت مسؤولة المركز إلى توفير قانون يؤطر استعمال الأعشاب، وانخراط جميع الفاعلين في المجتمع في رفع الوعي الصحي والتحسيس بمخاطر التداوي بالأعشاب بطريقة عشوائية.