تحركت الهواتف بسرعة، صباح أول أمس الأربعاء، للاستفسار عن المحاور الطرقية، التي لم تقفل بعد في وجه حركة السير، بسبب حاجز الثلج بعدما تناهى إلى علم السائقين والمواطنين أن إقليم ميدليت والمناطق المجاورة له سيشهد ذلك اليوم عاصفة ثلجية، ما من شأنه أن يشل حركة السير. انطلقت الحافلة من ميدلت حوالي الحادية عشرة صباحا في اتجاه تيمحضيت، أملا في العبور قبل انغلاق الطريق، بيد أن الأخبار القادمة جاءت بما لا تشتهيه الحافلة، وأعلنت إقفال الطريق في وجه حركة السير. بسرعة، اختار السائق بتوجيهات من المسؤولين في السلطات المحلية، وتنسيق مع مسؤولين من مندوبية التجهيز والنقل، المحور الطرقي عبر زايدة في اتجاه إقليمخنيفرة. بينما كانت عجلات الشاحنة تطوي الإسفلت في اتجاه خنيفرة، مخترقة بعض المرتفعات الجبلية، بدأت الثلوج تتساقط، وفي ظرف وجيز تكاثفت بسرعة، وحولت المنطقة برمتها إلى كثلة بيضاء، جعلت البيوت الواقعة على الطريق تبدو وكأنها مهجورة، فجميع الأسر انزوت داخل بيوتها قرب المدفأة لاتقاء شر برودة الطقس، بينما أغلقت مدرسة على جنبات الطريق أبوابها، فلا حركة ولا دراسة مع غزارة الثلوج. على طول المحور الطرقي الرابط بين زايدة وخنيفرة، مرورا بمركز لقباب وعين عيشة واغبالو وغيرها، كست الثلوج كل شيء، ولم تسلم منها حتى أرضية الطريق، ما جعل السائقين يقودون باحتياط كبير، حتى لا تنزلق عرباتهم في مسالك وعرة، بينما كانت تتقدم الحافلة التي كنا على متنها وسيارات أخرى كاسحة ثلوج لفتح الطريق، التي علقت في إحدى نقطها سيارتان، سرعان ما دبت الفرحة في قلبي صاحبيها، بمجرد مرور الكاسحة من أمامهما، ليلحقا بالقافلة للخلاص من هذا الحصار. وعلى طول الطريق كان عامل على ظهر كاسحة الثلج يرمي بين الفينة والأخرى ترابا مخلوطا بالملح، لتيسير حركة السير، وتجنب الانزلاقات. في تيمغاس، حوالي 40 كلم عن خنيفرة، نزل حاجز الثلج في وجه العربات القادمة من خنيفرة في اتجاه ميدلت، وتكدست أزيد من 30 سيارة وشاحنة خلف الحاجز، واستسلم سائقوها للأمر الواقع، في انتظار قدوم كاسحة للثلج، لتأمين مرورها، بينما كانت عناصر الدرك الملكي تنسق مع المصالح المختصة، وعلى رأسها مندوبية التجهيز والنقل، قصد تأمين مرور هذه العربات دون أخطار. بعد أن تجاوزت القافلة المرتفعات الجبلية، بدأت الثلوج تختفي وعوضتها الأمطار، لتتوقف كاسحة الثلوج عن مرافقة هذه القافلة بعد تأمين خروجها، وتعود إلى تأمين ركب العربات التي تركناها عالقة عند حاجز الثلج في تيمغاس، قصد تأمين عبورها، وفتح حركة السير في وجهها، بعد التأكد من عدم وجود أي أخطار للسير، وعلى رأسها الانزلاق.