علمت "المغربية" أن مطرح النفايات بمديونة، في ضواحي الدارالبيضاء، الذي كان منتظرا إغلاقه سنة 2010، مازال يستقبل حوالي 3 آلاف طن من النفايات يوميا، وأن روائحه تخنق أنفاس سكان عدد من الدواوير المجاورة له، بل لم تسلم منها أحياء بمدينة الدارالبيضاء، من قبيل سباتة، والسالمية، ومولاي عبد الله، وعين الشق، وكاليفورنيا. وعاينت "المغربية" الروائح الخانقة المنبعثة من شاحنات النظافة المحملة بالنفايات المنزلية، وبنفايات الميناء وسوق الخضر بالجملة، ترافق مرتادي طريق مديونة، انطلاقا من درب عمر وسط المدينة، وصولا إلى المطرح، ولا يتخلص المارون منها إلا عندما يعرجون على طريق متفرع، أو بعد تجاوز المطرح المطل على طريق مديونة، في اتجاه مدينة برشيد. مطرح هو المكان الوحيد الذي تتخلص فيه المدينة العملاقة من نفاياتها المنزلية، وأزبال أحيائها العديدة، وكان من المقرر أن يغلق سنة 2010، وأن يعوضه مطرح جديد، يستجيب للمعايير الدولية المتعارف عليها، وشروط المحافظة على البيئة، سيما بعدما وقع مجلس المدينة اتفاقية مع شركة "إيكو ماد كازا" سنة 2008، لتتكلف بالتدبير المفوض لمطرح النفايات بالدارالبيضاء، لكن مازالت دار لقمان على حالها، بعد أن عملت الشركة المعنية على تحسين الواجهة الأمامية للمطرح العشوائي القديم وتشجيرها، وتخليصها من المياه الملوثة ذات الروائح الكريهة، التي كانت تغمر جنبات الطريق الرئيسية، وتسببت في الكثير من الحوادث نتيجة الانزلاقات، كما عملت الشركة على معالجة النفايات بطرق وتقنيات جديدة، في محاولة للتخفيف من المعالجة العشوائية التي كان يعمل بها المطرح قديما قبل استلامه. يعتمد المطرح على إمكانية معروفة للتخلص من أطنان الأزبال، التي يستقبلها يوميا، إذ يعمد إلى حرقها، وللتخفيف من ذلك، تغطى بالأتربة، غير أن روائح حرق النفايات تصل إلى الأحياء القريبة، وتجعل سكانها يتذمرون بشكل مستمر، خصوصا بالنسبة للدواوير القريبة من المطرح، التي يتقدم سكانها من حين لآخر بشكايات للمصالح المختصة كي تخلصهم من هذا الهم، إلا أنهم مازالوا يعانون مع روائح الأزبال المحترقة، وغالبا ما تتسبب في اختناق بعضهم ليلا، خاصة أن روائح الاحتراق تبقى منتشرة في فضاء هذه المناطق حتى ساعات الصباح.