أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بأن كي مون، أول أمس الاثنين بنيويورك، عن "امتنانه" للمغرب على العمل الذي يقوم به "من أجل استقرار إفريقيا الوسطى". وقال بان كي مون، في تقرير وجهه أول أمس إلى مجلس الأمن الدولي، "أريد أن أعبر عن امتناني للشركاء الثنائيين، والمنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف، خصوصا الاتحاد الإفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا والمغرب والبلدان التي أرسلت جنودها لتعزيز صفوف القوات الإفريقية المشتركة (ميسكا)، على العمل القيم الذي تقوم به من أجل استقرار جمهورية إفريقيا الوسطى". وتطرق التقرير إلى الوضع بجمهورية إفريقيا الوسطى، وكذا إلى الأنشطة والمبادرات التي اتخذها المكتب المندمج للأمم المتحدة لتعزيز السلام بإفريقيا الوسطى، من فاتح غشت إلى 31 دجنبر الماضيين. كما قدم تقييما مفصلا لنتائج ونجاعة عمل مكتب الأممالمتحدة المتكامل لبناء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى (بينوكا). وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بالمغرب على قبوله إرسال قوات لتعزيز وحدة حرس الأممالمتحدة، وأخذ زمام المبادرة في تشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام". وفي الرسالة السامية الموجهة إلى أفراد التجريدة المغربية المتوجهة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى للمشاركة في مهمة الأممالمتحدة بهذا البلد الإفريقي، أشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، على الخصوص، إلى أنه "تلبية لنداء واجب التضامن الدولي، وإيمانا من جلالتنا بالمساعي الحميدة، التي تبذلها منظمة الأممالمتحدة للحفاظ على الأمن والسلم في العالم، قررنا بعون الله وتوفيقه، إيفاد هذه التجريدة من أفراد قواتنا المسلحة الملكية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى للمشاركة في مهمة الأممالمتحدة بهذا البلد الإفريقي الشقيق، إسهاما من المملكة المغربية في جهود المجتمع الدولي الرامية إلى الدفاع عن القيم الإنسانية العليا ودعم وسائل الحوار والمصالحة الوطنية والتنمية". يذكر أن مجلس الأمن سمح، في 29 دجنبر الماضي، بنشر 560 جنديا، في إطار وحدة حرس مكلفة بحماية طواقم ومنشآت الأممالمتحدة. وأضاف بان كي مون، في هذا التقرير الموجه إلى الدول 15 الأعضاء المجتمعين، أن "المغرب يعتبر البلد المرسل للتجريدة، وانطلقت المرحلة الأولى من نشرها (250 جنديا) في 31 دجنبر". واعتبر أن "مهمتها تكمن في ضمان الأمن ومراقبة الولوج إلى منشآت ومقرات الأممالمتحدة ببانغي وببقية البلد وتقديم الخدمات المتنقلة للأمن ومرافقة موظفي الأممالمتحدة كما ستقوم بعمليات الإجلاء إذا ما اقتضت الحاجة. وستدعم أنشطة الأممالمتحدة الرامية إلى مساعدة السكان والحكومة بإفريقيا الوسطى". وأوضح المراقبون بالأممالمتحدة أن هذا التكريس المزدوج للمغرب يجسد الالتزام الإفريقي لجلالة الملك وانشغال جلالته بالمساهمة في التخفيف من حدة التوترات وإرساء السلام في مناطق النزاع عبر العالم، خاصة بإفريقيا.