طالما تحدثت جل أحزاب العائلة اليسارية عن حلم تجميع نفسها، وتوحيد عملها في تكتل واحد، وهو ما تحقق جزئيا سنة 2013، بعودة الحزبين الاشتراكي والعمالي إلى حضن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والإعلان عن مشروع "فيدرالية اليسار" بين أحزاب المؤتمر الوطني الاتحادي، والاشتراكي الموحد، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي. قالت هذه الأحزاب اليسارية الثلاثة إنها تقترب من الإعلان رسميا عن ميلاد الفيدرالية، بعد أن قطعت مراحل إنشائها أشواطا مهمة، خلال السنة المنصرمة. وينتظر إقرار الورقة السياسية والتنظيمية من قبل المجالس الوطنية الاستثنائية للأحزاب الثلاثة للمصادقة عليها، على أن يتلوها الإعلان رسميا عن ميلاد الفيدرالية في غضون شهر يناير المقبل، على أبعد تقدير. ويخلق تشتت الأحزاب السياسية، خصوصا التي لها مواقف سياسية متقاربة، نوعا من الارتباك وسط المواطنين في محطات أساسية، ما يعطيها القوة الكافية، حسب عبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، مشيرا إلى أنه "مع صعوبة المرور مباشرة إلى الاندماج، ارتأت الأحزاب الثلاثة القيام بهذه الخطوة الانتقالية، من خلال تأسيس هيئة تقريرية مشتركة". وسيكون للفيدرالية مكتب سياسي مشترك، وهيئة تنفيذية مشتركة، تجتمع بشكل دوري، كما سيمثلها بشكل دوري أحد الأمناء العامين للأحزاب الثلاثة، بالاستشارة مع الأمينين العامين. ويقول عبد السلام لعزيز إنه "بميلاد الفيدرالية، تسير الأحزاب الثلاثة نحو بناء حزب واحد"، مستطردا "لكن، خلال هذه المرحلة، سيحافظ كل حزب من الأحزاب الثلاثة على وجوده القانوني وهيئاته، وسيكون هذا الإطار المشترك تمهيديا للاندماج مستقبلا". حدث سياسي آخر طبع بيت "العائلة الاتحادية" خلال 2013، ويتمثل في اندماج حزبين يساريين، هما الحزب العمالي والحزب الاشتراكي، في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وكان عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي، انشق عن المؤتمر الوطني الاتحادي، المنفصل أصلا عن الاتحاد الاشتراكي، كما خرج عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، عن الاتحاد الاشتراكي قبل سنوات. وجاءت هذه المبادرة، حسب قيادات الأحزاب الثلاثة، من أجل توحيد عائلة اليسار، وإنشاء تقاطبات سياسية كبرى. وفي تصريح لعبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، قال فيه ل"المغربية"، إن "فكرة التحالف ليست وليدة اليوم، وأحزاب الاتحاد الاشتراكي والاشتراكي والعمالي فكرت في آلية اندماج، لإعادة الاعتبار للعمل السياسي، وكذا من أجل أن يأخذ الاتحاد الاشتراكي مكانته، التي كان يحظى بها دائما، سواء داخل المجتمع، أو في ما يخص تأطير وقيادة الحقل السياسي".