خطا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الخطوة الأولى في مسار استرجاع حزبين خرجا من رحمه، بعد أن أقنع إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، عبد المجيد بوزوبع، أمين عام الحزب الاشتراكي، وعبد الكريم بنعتيق، أمين عام الحزب العمالي، بالموافقة المبدئية للتباحث في تفاصيل إمكانية الاندماج في الاتحاد الاشتراكي. (كرتوش) وقال إدريس لشكر، في ندوة صحفية أمس (الأربعاء) بالرباط إن "ما فرق الأحزاب الثلاثة كان ظرفيا ولم يعد اليوم، وأن من شأن اندماج الاتحاد الاشتراكي والحزب العمالي والحزب الاشتراكي أن يلملم شتات اليسار لمواجهة المحافظين"، معلنا عن بدء المفاوضات الرسمية في أفق الاندماج بين الأحزاب الثلاثة، بهدف تشكيل حزب سياسي جديد يجمع بين أحضانه الأحزاب، التي خرجت، في وقت سابق، من رحم الاتحاد الاشتراكي. واعتبر لشكر أن سعيه من أجل توحيد أحزاب العائلة الاتحادية، التي انشقت في وقت ما، هو التزام وعد بتنفيذه أثناء ترشحه لمنصب الكتابة الأولى في المؤتمر الوطني الأخير للاتحاد. وقال "سأسعى جاهدا إلى توحيد الطاقات الاتحادية، التي يجمعنا وإياها تاريخنا النضالي المشترك"، مشيرا إلى أن قرار الاندماج يمثل انتصار الأحزاب الثلاثة للأسرة التقدمية ولإسناد الديناميكية السياسية بحزب يساري كبير. وحث لشكر باقي مكونات العائلة الاتحادية على القطع مع ترددها واستعادة اتحادها، لأنه "هو الأساس المنيع لإرساء جسور التواصل الوحدوية مع باقي فصائل اليسار المغربية". من جهته، قال عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، إن "اختيارنا تبلور من أجل التحفيز على الرقي النوعي بالمشاركة الشعبية وعلى توسيعها، كما أنه قرار يساهم بشكل فعال في تمتين وتمنيع الاصطفاف الوطني الحازم في صون وحدة ترابنا الوطني، وتعميق انصهار كل مكونات شعبنا في نسيج وطني واحد تتناغم فيه تنويعاته الجهوية وتعدديته الثقافية والسياسية". وأضاف أن "المسار الاندماجي تم بناء على مناقشات انخرطت فيها الأحزاب الثلاثة، وبينت تلك المناقشات أن الظروف السياسية الحالية تفرض توحيد القوى اليسارية عامة والعائلة الاتحادية خاصة٬ وأن تنوع المقاربات والأفكار، والرؤية السياسية، ومناهج تحليل الواقع يغني التجربة الرامية إلى بناء حزب اشتراكي كبير". وأضاف أن طموح الاتحاديين يتطلب القدرة على البحث عن الوحدة على المستوى التنظيمي مع الانفتاح على الأفاق، والفضاءات، وإدارة التنوع والاختلاف بطريقة تقوي الجسم الحزبي ولا تضعفه، مؤكدا أن بيت العائلة الاتحادية سيظل مفتوحا لكل طاقات وفعاليات الحركة الاتحادية واليسارية بمختلف الصيغ، سواء كانت اندماجية أو غيرها. وأن يكون الحزب الاتحادي الكبير يجسد "المشروع الحداثي القادر على مواجهة القوى المحافظة، عبر تكوين جبهة اجتماعية قوية لإحداث نوع من التوازن داخل المجتمع". إذ اعتبر أن وحدة اليسار هي "ضرورة تمليها الحاجة إلى ترشيد المشهد السياسي وعقلنته عبر الخروج به من أوضاع البلقنة إلى أوضاع التقاطبات الكبرى". من جانبه قال عبد المجيد بوزوبع، الأمين العام للحزب الاشتراكي، الذي تلا البيان المشترك إن "حس المسؤولية التي تميزت بها العائلة الاتحادية، وترفعا عن كل المعاتبات المتقادمة، وبإصرار نضالي، قرر الحزب الاشتراكي، والحزب العمالي، تفعيل الأمل الوحدوي، عبر فتح مسار الاندماج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". مبرزا أن قرار الاندماج سيعرض على الأجهزة التقريرية للأحزاب الثلاثة للحسم فيه إما بالرفض أو المصادقة. وأبرز بوزوبع أن الهدف هو النهوض بطاقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وممكناته، والرفع من فعالياته في الإسهام في إنجاح الانتقال الديمقراطي وصيانة المكتسبات الوطنية، وأن يكون قائدا لطموحات الجماهير الشعبية. وأن يكون الاتحاد قادرا على "التصدي لتعاويذ الإحباط وسياسات النكوص، التي تستهدف تقويض الأمل الديمقراطي الاشتراكي".