بقرارهم التوقيع، اليوم الاربعاء 22 ماي 2013، على "بيان من أجل الوحدة" يكون امناء كل من الحزب العمالي والحزب الاشتراكي قد حسموا مسألة انضمام احزابهم إلى الحزب الأم(أو الأب سيّان) :"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية". مسالة الاندماج في حزب الوردة لم تعد تنتظر إذن سوى مصادقة قواعد كل من حزب عبد المجيد بوزبع وعبد الكريم بنعتيق على البيان الاندماجي، الذي تم التوقيع عليه من طرف هؤلاء رفقة ادريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي، اليوم بمقر حزب الوردة بشارع النخيل بحي الرياض في الرباط.
يشار إلى أن هذا البيان جاء ثمرة و خلاصة للعديد من اللقاءات السرية التي جمعت بين الأمناء العامين الثلاثة، وسيتم عرض القرار على الهياكل التقريرية للأحزاب الثلاثة، قبل مباشرة عملية الاندماج وفق مقتضيات قانون الأحزاب.
وحضر لحبيب المالكي إلى جانب كل من عبد المجيد بوزبع وادريس لشكر وعبد الكريم بنعتيق كما حضرت مجموعة من الوجوه الاتحادية وكذا مناضلو الحزب العمالي والحزب الاشتراكي بالاضافة إلى بعض الوجوه السياسية المنتمية إلى احزاب اخرى وفي مقدمتهم رئيس الفريق النيابي لحزب الاصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي..
وجاء في "بيان من اجل الوحدة"، الذي وقعته القيادات الثلاث، ان الاحزاب الثلاث "قررت تفعيل الامل الوحدوي عبر فتح مسار الاندماج في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وذلك بعرضه على الاجهزة التقريرية للأحزاب الثلاث" وذلك "من أجل الحزب الذي نسجنا جميعا تاريخه وثقافته وفعاليته في المعمار السياسي الوطني" يضيف البيان الوحدوي.
ويأتي هذا القرار، يقول بيان الاحزاب الثلاث، انطلاقا من واجب الوفاء للتاريخ النضالي المشترك بين هذه الاحزاب وهو التاريخ المليء بالتضحيات الجسام والذي اثمر المكتسبات السياسية والديمقراطية للمغرب.
كما أكد ذات البيان ان قرار الاندماج يأتي انطلاقا من واجب التجاوب مع نداء الشعب المغربي والتصدي لتعاويذ الاحباط وسياسات النكوص، ومن اجل التحفيز على الرقي النوعي بالمشاركة الشعبية وعلى توسيعها والإسهام الفعال في تمتين وتمنيع الاصطفاف الوطني الحازم في صون وحدة المغرب الترابية..
ويضيف البيان ان الاندماج يأتي تنفيذا لواجب الانتصار لطموح الاسرة التقدمية ولحاجة اسناد الديناميكية الديمقراطية المغربية في بناء الحزب اليساري الكبير..
ويمضي البيان قائلا ان كل هذه الواجبات هي التي املت على الاحزاب الثلاث الانتصار لإرادة مناضليها ولحاجة الوطن والتاريخ، وذلك عبر تحيين دور الحركة الاتحادية وتعبئتها لكل الطاقات والفعاليات وتجاوز "حالة التشتت التي تعتريها والمنافية لهويتها الوحدوية والاتحادية".
وابرز ادريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي، في كلمته التقديمية اهمية هذه الخطوة الاولى والكبيرة المتمثلة في توحيد العائلة الاتحادية معتبرا ذلك أحد اهم الاحداث السياسية التي تعرفها بلادنا.
وذكر لشكر بالتزاماته التي قطعها على نفسه قبل انتخابه كاتبا اولا للاتحاد حيث قال انه سيسعى جاهدا إلى توحيد الطاقات الاتحادية، اعتقادا منه ان هذه الوحدة رغبة جماعية لكل الاتحاديات والاتحاديين كما انها ضرورة نضالية تفرضها التطورات السياسية اليوم، بالإضافة إلى كونها حاجة مجتمعية "يفرضها علينا مستقبل بلدنا وحماية مكاسبه الديمقراطية التي دفعنا من أجلها جميعا التضحيات الجسام" يضيف ادريس لشكر.
وأشار الكاتب الاول للاتحاد ان الرسالة التي تريد الاحزاب الثلاث إيصالها، عبر هذه الخطوة التي اقدمت عليها اليوم، هي ان بيت العائلة الاتحادية الكبيرة سيظل مفتوحا لكل الطاقات وفعاليات الحركة الاتحادية اليسارية بمختلف الصيغ سواء كانت اندماجية او غيرها.
هي إذن دعوة إلى باقي العائلة اليسارية للالتحاق بركب الاتحاد في شكل صيغ وحدوية مختلفة، كما اشار إلى ذلك لشكر، إلا ان هذه الامكانية ليست مفتوحة للكل، حيث ان الكاتب الاول لحزب الوردة، وفي معرض رده على سؤال حول مصير العلاقة بين الاتحاد وحزب التقدم والاشتراكية قال أن "كل واحد اختار مساره، وحزب التقدم والاشتراكية اختار إطارا يمينيا محافظا، وكاد أن يجهز على المكتسبات التي ناضلت من أجلها القوى الاتحادية"..