قدم الممثل والمخرج المغربي رشيد الوالي، يوم الأربعاء الماضي بالمركب السينمائي ميكاراما بالبيضاء، فيلمه السينمائي الجديد "يما" بحضور طاقميه الفني والتقني وعدد مهم من الفنانين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالحقل السينمائي المغربي. الممثل المغربي رشيد الوالي في أحد مشاهد الفيلم في تقديمه للشريط أمام الحاضرين الذين غصت بهم أكبر قاعات المركب، رغم تزامن العرض مع مباراة الرجاء في نصف نهائي كأس العالم للأندية بمراكش، قال رشيد الوالي إنه يهدي فيلمه الأول "يما" إلى كل النساء اللواتي لا يستطعن رفع أصواتهن أمام ضغط المجتمع وعنفه، مشيرا إلى أن "يما" هو أول فيلم سينمائي له كمخرج، كما أنه أول فيلم يصور بين المغرب ودولة أجنبية هي جزيرة كورسيكا، التي احتضنت أب الأمة الملك الراحل محمد الخامس في منفاه، مشيرا إلى أن الفيلم سيعرض بالقاعات الوطنية، ابتداء من 25 دجنبر 2013. وبخصوص الأجواء التي صاحبت تصوير هذا العمل السينمائي المغربي، الذي وظف تقنيات جديدة في الإخراج، والتصوير، تحت إشراف مدير التصوير المغربي المتميز فاضل شويكة، أكد الوالي أنه لقي التشجيع من العديد من المؤسسات والسينمائيين أثناء تصوير الفيلم، الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي والقناة الثانية، مشيرا إلى أن ظروف التصوير في كورسيكا كانت جيدة بفضل مشاركة سعاد حميدو التي تتحذر والدتها من الجزيرة ذاتها في الفيلم، والمساعدات التي حصل عليها من منتجين فرنسيين، رغم تأخر التحويلات الخاصة بميزانية الفيلم إلى الجزيرة التي احتضنت طاقم الفيلم لأزيد من ثلاثة أسابيع. وفي حديثه عن تجربته الإخراجية الأولى، قال الوالي خولت لي دراستي للمسرح وفنونه أن أكون قادرا على ولوج مجموعة من الميادين والنجاح فيها، فالمسرح يعتبر أصعبها كونه يكسب دارسه الثقة في النفس، مشيرا إلى أنه خاض بعد عشرين سنة من العمل بمجال التمثيل أول تجربة في الإخراج، "تجربة أحببت خوضها، فأنا بطبعي أحب التحدي والمغامرة وولوج الميادين الجديدة والمتميزة". وينتمي الفيلم، الذي فاز الوالي من خلاله بجائزة أحسن ممثل بمهرجان السينما والهجرة في دورته العاشرة، إلى نوع "الرود موفي" أ(فلام الطريق). وهو أول تجربة له كمخرج لفيلم طويل، وأول تجربة له كمنتج بواسطة شركة Clap Productiont. ويعد تجربة سينمائية جديدة تتوج مسار رشيد الوالي الفني، الذي اشتغل على كتابة سيناريو هذا العمل، إلى جانب السيناريست والمخرج المغربي هشام العسري، وأدى بطولته رشيد الوالي، وياسمين كرلاس، وسعاد حميدو، ونادية العلمي، وعبدو المسناوي، وحفيظة الطاهري، وخديجة عدلي، وجمال الدين الدخيسي، وسعاد حميدو، ومارك صامويل، وحسن فلان، وهشام الوالي، إلى جانب عدد من الوجوه الفنية الشابة الجديدة. وتدور أحداث الفيلم حول شخصية بوجمعة، شاب على عتبة الأربعين عاما، يعمل مخرجا في إحدى شركات الإنتاج الفني بالدارالبيضاء، يتعرف إلى فتاة من كورسيكا عبر الإنترنت، وفي تطور غريب للأحداث، يجد بوجمعة نفسه غير قادر على الخلق والإبداع، خصوصا بعد ما اكتشف زواج والده من فتاة صغيرة السن، ليقرر السفر للقاء حبيبته الكورسيكية. وفي طريق عودته نحو البيضاء، تستوقف بوجمعة ليلى وأختها غيثة، وتطلبان منه إيصالهما إلى ميناء الدارالبيضاء، ليستقلا الباخرة المتجهة نحو كورسيكا. على مسافة الطريق يستيقظ في بوجمعة الحنين إلى حبيبته الكورسيكية "الافتراضية"، التي لا يعرف حتى شكلها، فيقرر خوض المغامرة، والسفر للقائها. يسافر الفيلم بالمشاهد، نحو كورسيكا، الجزيرة التي تربطها علاقة تاريخية بالمغرب، منذ استضافت الملك الراحل محمد الخامس، في زمن المنفى، وهي تستضيف اليوم أحلام بوجمعة وتفاصيل أول فيلم مغربي يتم تصويره على هذه الجزيرة. يذكر أن الممثل والمخرج المغربي رشيد الوالي صاحب أشهر الأدوار في السينما المغربية منذ الثمانينيات، دخل مجال التمثيل بالصدفة، ورغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضته في بداية مساره الفني استطاع نحت اسمه في الساحة الفنية المغربية، بعد تخرجه من المعهد العالي للمسرح مثل في مجموعة من الأفلام التلفزيونية رفقة محمد عاطفي، من أبرزها "سرب الحمام" و"المصابون"، وبعدها أتت تجربة البطولة في "حب في الدارالبيضاء"، الذي شرع له أبواب السينما، حيث شارك مع حكيم النوري 1994 في "سارق الأحلام"، الذي فاز من خلاله بجائزة أحسن ممثل بمهرجان طنجة سنة 1995، فكانت هذه هي الانطلاقة الفعلية لرشيد الوالي، لتتوالى أدوار البطولة في سلسلة أفلام "فيها الملح والسكر"، وشريط "كيد النسا" لفريدة بليزيد، و"مكتوب" لنبيل عيوش، و"وبعد" لمحمد إسماعيل" و"الحلم المغربي" لجمال بلمجدوب، وعشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية المتميزة.