محمد نبيل بنعبد الله رئيس مؤسسة المهرجان يعطي إشارة انطلاق فعاليات الدورة بكلمة تنتصر للفعل الثقافي ولحرية الإبداع والخلق مدير المهرجان أحمد حسني: المهرجان يتضمن التقدير والعرفان للأجيال الرائدة ويفسح مجالا رحبا للشباب الذي يغذي الفعل الثقافي والإبداعي بدماء جديدة تتواصل فعاليات الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان بالاحتفاء بالتجربة الانسانية والثقافية لبلدان وشعوب البحر الأبيض المتوسط، من خلال السينما، كما جرت بذلك العادة كل سنة منذ عقدين تقريبا، وقد تميز يوم السبت الماضي بحضور قوي للفنانين والسينمائيين المغاربة وحضور لفيف من الشخصيات التي تناضل من أجل أن تبقى جذوة مهرجان تطوان مشتعلة، على رأسهم محمد نبيل بنعبد الله رئيس مؤسسة المهرجان الذي أعطى إشارة انطلاق فعاليات دورة المهرجان بكلمة مقتضبة تنتصر للفعل الثقافي ولحرية الابداع والخلق. وأشاد محمد نبيل بنعبد الله بالمهرجان، مبرزا الجهود التي تبدلها المؤسسة من أجل تطوير هذا الحدث الثقافي السنوي العريق، وضمان بقاءه رغم كل الإكراهات ومؤكدا « ان هذا الحدث الثقافي والفني يشكل رسالة ثقافية وإنسانية طافحة بقيم الابداع الراقي والانفتاح الخلاق وهي قيم تزيد الهوية الاصيلة رسوخا ومتانة» وموضحا أن الفعل الثقافي وانطلاقا من الدستور الجديد ومضامينه المتقدمة، يجب أن ينصب حول الدفاع عن كل فضاءات ومساحات الحرية، والتوجه نحو الجيل الجديد من الاصلاحات بمزيد من المنجزات، لعل آخرها يقول نبيل بنعبد الله أن الحكومة بادرت بتوجيه من جلالة الملك الى تحمل مسؤوليتها من أجل الدفاع عن الحق في السينما وحق المغرب في امتلاك هذا الابداع وهو ما يجب على الجميع الاقرار به ومجددا التذكير بكون « المناظرة الوطنية حول السينما التي التأمت قبل نحو خمسة اشهر وتميزت بالرسالة الملكية، قد جاءت لتعزز الترسانة القانونية المؤسسة والمؤصلة للفعل السينمائي في المغرب وستظل بمثابة خارطة طريق لمهنة السينما في المغرب، حيث ستمكن من الارتقاء بالإنتاج السينمائي الوطني وتحقيق اشعاع اكبر للمغرب، تتويجا لما راكمه من مكتسبات في حقل الابداع الثقافي والفني. وهكذا تمت المصادقة على دفاتر التحملات في القطاع السمعي البصري وكذلك التوقيع على ثلاثة نصوص قانونية منظمة لدعم المهرجانات والأفلام ورقمنة وإنشاء القاعات السينمائية. من جهته اعتبر مدير المهرجان أحمد حسني أن مهرجان تطوان أصبح بفعل التراكمات مهرجانا لكل الاجيال وبعد أن استعرض حصيلة سنوات من تكريم الشخصيات السينمائية، الوطنية والدولية، اعتبر حسني أن المهرجان يتضمن التقدير والعرفان للأجيال الماضية ويفسح مجالا رحبا للشباب، الذي يغذي الفعل الثقافي والإبداعي بدماء جديدة، مضيفا ان ميزة المهرجان هو انفتاحه على كل المشارب والتجارب السينمائية على مستوى الحوض المتوسطي لتلاقح الحضارات وتعزيز الحوار وتسهيل التواصل الثقافي وصرح مدير المهرجان بأن هذا الاخير سوف يكرم خلال هذه الدورة، «السينما الجزائرية بمناسبة مرور خمسين سنة على استقلالها، والسينما التونسية في شخص مخرجها الكبير رضا باهي والسينما المغربية في شخص مخرجها الكبير سعد الشرايبي والسينما الاسبانية كذلك. أما بخصوص الجديد الذي تحمله هذه الدورة فيتمثل في مشاركة وفد هام يمثل السينما البرتغالية، ومما تجب الاشارة اليه أن برنامج أوروميد سيحضر خلال ندوة الانتاج السينمائي المشترك حيث سيقدم تقريرا سنويا مفصلا عن الوضع السينمائي والسمعي / البصري في المغرب، كما نتوقع مفاجآت تحملها الافلام المشاركة سواء منها الوثائقية، القصيرة أو الروائية الطويلة، على اعتبارها تشكل ابداعات شباب يطرحون أسئلة الحاضر ويحملون اهتمامات الشباب داخل المجتمعات المتوسطية وتناقضاتها، وهذا ما يجعلنا متفائلين بمستوى الصدى الذي ستخلفه الدورة التاسعة عشر لمهرجان تطوان لسينما البحر الابيض المتوسط الذي يخوض هذه السنة تجربة جديدة على مستوى العروض التي ستتم هذه الدورة بنوع جديد من التقنية الرقمية لأول مرة في المهرجان بل لأول مرة في تطوان. مسابقات رسمية وجوائز ستمنح الدورة التاسعة عشر للمهرجان إثني عشر جائزة في فئات الافلام الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية، وجوائز أخرى متنوعة، وكذا الجائزة الكبرى لمدينة تطوان. ويتنافس على الجوائز، إثني عشرة فيلما روائيا طويلا، بينها فيلمان مغربيان وفيلمان من مصر، وفيلم واحد من تونسوالجزائروفلسطين وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكرواتيا ورومانيا. وتترأس المنتجة السينمائية الإيطالية غراتسيا فولبي لجنة تحكيم الفيلم الطويل، بعضوية كل من المخرج المغربي عبد المجيد الرشيش والممثلة الإفوارية الشهيرة تيريز طابا، والممثل المصري فتحي عبد الوهاب، والمخرج البرتغالي أنطونيو بيدرو فاسكونسيلوس. أما جائزة الافلام القصيرة فيتنافس عليها ثمانية عشرة فيلما منها خمسة أفلام مغربية قصيرة وأخرى من تركيا وفرنسا ولبنان وتونس واليونان واسبانيا و الجزائر، إضافة الى فلسطين، ويترأس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير المخرج والسينمائي التونسي ابراهيم لطيف، وتتكون لجنة التحكيم أيضا من كل من الرومانية كرينكوطا بينزارو والمبرمج السينمائي لفرنسي جيوفاني ريزو والممثلة والمخرجة اليونانية باولا ستاراكيس والممثل والمخرجة المغربية بشرى إيجورك. أما بخصوص الفيلم الوثائقي فيتنافس على جوائزه 12 فيلما من ضمنها فيلم مغربي يتيم، وذلك على اعتبار المغرب مقلا انتاجيا في هذا المجال السينمائي، الى جانب أفلام من فلسطين واسبانيا وفرنسا وسويسرا واليونان والإمارات ومصر والجزائر ولبنان وتونس. ويترأس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الوثائقي رشيد الوالي، حيث تتكون لجنة التحكيم أيضا من الناقدة والفنانة السورية كندة علوش والبرتغالية سينتيسا خيل والناقد والسينمائي الفرنسي نيكولا فيودوروف والمخرج المغربي محمد الشريف الطريبق . شريط الافتتاح هكذا انطلقت فعاليات الدور التاسعة عشر لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بعرض فيلم «يما»، الفيلم الطويل الذي يعتبر الأول لرشيد الوالي، بسيناريو من كتابته بمساعدة السيناريست والمخرج المغربي هشام العسري، وأدى بطولته كل من رشيد الوالي ونادية العلمي وعبدو المسناوي وجمال الدين الدخيسي وسعاد حميدو ومارك صامويل وحسن فلان وهشام الوالي، إلى جانب عدد من الوجوه الشابة الجديدة، فيما أشرف على التصوير السينمائي المغربي فاضل شويكة. ويحكي الفيلم قصة بوجمعة ابن مدينة الدارالبيضاء الذي اختار أن «يمنح للحب قيمة أكبر، وأن يجعله مستعصيا ومستحيلا، لكي يصير أشد عذوبة وعذابا، فتعرف على فتاة من كورسيكا، عبر الأنترنت وظل يتبادل أطراف الحديث معها قبل أن يدعوه والده إلى الالتحاق بقريته لحضور زفاف أخته عائشة، لكن بوجمعة سيكتشف أن والده قد تزوج بفتاة صغيرة السن، ليدخل في خلاف مع والده، وليقرر العودة إلى الدارالبيضاء، وفي الطريق نحو البيضاء، سوف تستوقف بوجمعة ليلى وأختها غيثة، وهما تطلبان منه إيصالهما إلى ميناء الدارالبيضاء، فلما سألهما عن وجهتيهما، أخبراه بأنهما مسافرتان إلى كورسيكا». واستيقظ في بوجمعة الحنين إلى حبيبته الكورسيكية «الافتراضية»، فقرر خوض المغامرة برفقة ليلى وأختها، والسفر إلى كورسيكا للقاء بحبيبته وخوض مغامرة جديدة للبحث عنها واللقاء بها . إن العروض في مهرجان تطوان، ولقاءه بجمهوره منذ انطلاقه، كان دائما يتم من خلال نافذتين أساسيتين وهما القاعتان التاريخيتان في مدينة تطوان قاعة سينما أبينيدا وقاعة المسرح الإسباني وتعد هذه الأخيرة تحفة معمارية ونافذة مشرقة ومشرعة على الإبداع السينمائي غذت خيال أجيال وأجيال من أبناء مدينة تطوان، لعل سبب هذا الكلام، ما جاء في كلمة السيدة رئيسة المجلس الحضري لتطوان، التي نبهت إلى ضرورة التدخل لإنقاذ قاعة المسرح الاسباني من الضياع، ومعلنة نبأ إغلاق هذه القاعة لأبوابها مباشرة بعد المهرجان، ملتحقة بالعديد من القاعات التي أغلقت بالمدينة منذ زمن مثل قاعة سينما المصلى وسينما المنصور وسينما مونمونطال، لكن ما يجعل الامر مختلفا أن خسارة تطوان للمسرح الاسباني لن تقل فداحة عن خسارة الدارالبيضاء للمسرح البلدي. *شهد يوم الافتتاح أيضا تكريم كل من المخرج المغربي السيد سعد الشرايبي، الذي توج في سبعينيات السينما المغربية بفيلمه الأول «من حياة قرية»، ثم ظهرت أفلامه الروائية مثل «غياب» و»عطش» و»جوهرة بنت الحبس» و»نساء ونساء»، الذي عرض في خمسين مهرجان سينمائي عبر العالم، وتوج بأزيد من عشر جوائز في هذه التظاهرات، ثم فيلم «الإسلام يا سلام» وفيلمه الأخير «نساء في المرايا». كما تم بنفس المناسبة تكريم الممثل المصري أحمد حلمي أحد نجوم السينما المصرية الجديدة، الذي تألق منذ أول فيلم له، وهو «عبود على الحدود»، للمخرج شريف عرفة، سنة 1999، وحاز جائزة المركز القومي للسينما، وجائزة المهرجان القومي للسينما، مثلما سبق له أن حاز جائزة أحسن ممثل في مهرجان البينيال في باريس، وأحسن ممثل في المهرجان الكاثوليكي السينمائي، وأوسكار السينما العربية (جائزة أحسن ممثل كوميدي)، وجائزة التكريم مهرجان المسرح العربي.