تشير الوضعية الوبائية لانتشار داء السيدا في المغرب إلى استقرار الوباء وقلة انتشاره وسط السكان، بشكل عام، بمعدل انتشار محدد في 0.17 في المائة، حسب إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة الصحة، فيما يستمر انتشار الداء بين الفئات الأكثر تعرضا للعدوى، وعلى رأسهم ممتهنو الجنس ومتعددو الشركاء الجنسيين. يقدر عدد الأطفال المتعايشين مع الفيروس بالمغرب بين 500 وألف طفل، مع ولادة 120 رضيعا مصابا بالعدوى، سنويا، أي ما يعادل إصابة طفل كل 3 أيام. يأتي ذلك ضمن تقدير وجود أزيد من 30 ألف حامل للفيروس، 75 في المائة منهم يجهلون حملهم للفيروس، لعدم خضوعهم لتحليلات الكشف المبكر عن الداء، ما يفيد أنهم سبب في انتشار الداء بين ذويهم ومن يعاشرونهم، حسب التقديرات الرسمية، توصلت "المغربية" بها، عن عدد المتعايشين مع الفيروس بالمغرب. ووفقا لهذه التقديرات، تسجل 10 إصابات بعدوى الفيروس يوميا، وأكثر من ثلاث وفيات جراء الداء. وتعد الأم المصابة بالفيروس أول سبب لانتقال العدوى وسط الأطفال، علما أن أكثر من 60 في المائة من الأطفال المتعايشين مع الفيروس تشخص حالتهم في مرحلة متقدمة من المرض، و80 في المائة من الحالات ناتجة عن العدوى من الوالدين. يحدث ذلك في الوقت الذي يمكن تفادي مجموع الإصابات بالفيروس وسط الأطفال، شريطة التشخيص المبكر لدى المرأة الحامل، إذ يكفي خضوعها للعلاج الثلاثي وتقديمه للرضيع مباشرة بعد الولادة. يجدر بالذكر أن هيأة "أونوسيدا"، التابعة للأمم المتحدة، ذكرت أن من بين 7 آلاف حالة إصابة جديدة بالداء، يسجل 900 طفل أقل من 15 سنة، و47 في المائة من النساء. وتستمر جهة سوس ماسة درعة على رأس قائمة الجهات الأكثر إصابة بعدوى الداء، بمعدل انتشار يصل إلى 5.8 في المائة، تسجل بين العاملين في الجنس، و5.6 في المائة وسط الرجال المثليين. أما الجهة الشرقية، خصوصا منطقة الناضور، فتعرف نسبة انتشار تصل إلى 20 في المائة لدى مستعملي المخدرات بواسطة الحقن. يشار إلى أن نسبة الإصابة بالفيروس عبر العالم انخفضت إلى 50 في المائة في 25 دولة، ضمنها 13 من دول جنوب الصحراء بإفريقيا.