بتت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، في الملف عدد 13/16 (خلية نساء)، الذي توبع فيه المتهمان (ع.ب) و(م.ب) من أجل "جناية الضرب والجرح العمديين بالسلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، وجنحتي الضرب والجرح باستعمال السلاح والفساد"، طبقا للفصول 403 و401 و490 من القانون الجنائي. استئنافية مكناس أدانت المتهمين بخمسة عشرة سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما، وبأدائهما تضامنا لفائدة كل واحد من المطالبين بالحق المدني تعويضا قدره 20 ألف درهم. وحسب أوراق الملف، المنجزة من طرف مركز الدرك الملكي ببلدة مولاي بوعزة، الواقعة في النفوذ الترابي لإقليم خنيفرة، فإنه بتاريخ سابع يونيو من السنة الماضية، جرى إشعار عناصر الدرك بوفاة امرأة بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، نتيجة تعرضها للضرب والجرح بمنزلها الكائن بدوار آيت بوريان، ويتعلق الأمر بالمدعوة قيد حياتها (ي.ل). وفي إطار البحث في القضية، استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى الأطراف المعنية، إذ صرحت كل من (ع.ط) و(ن.ط) و(ه.ط) و(ف.ل) أنهن كن بمنزل الضحية عندما فوجئن حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا بالمتهمين(ع.ب) و(م.ب) يهجمان على المنزل مدججين بأسلحة بيضاء عبارة عن سكين من الحجم الكبير وساطور، قبل أن يشرعا في تعريضهن للضرب بالرغم من صياحهن، وأصررن على متابعة الظنينين، بعد إدلائهن بشواهد طبية تثبت الاعتداءات الجسدية، التي كن ضحية لها، في حين أكد المدعو (ل.ط) تعرض والدته الضحية للاعتداء ما أدى إلى وفاتها. وبالاستماع إليهما تمهيديا في محضر قانوني، صرح المتهم (ع.ب) أنه كان على علاقة غير شرعية مع المدعوة (ف.ل)، مفيدا أنه بعدما تناهى إلى علمه أن شخصا تقدم لخطبتها اتفق مع ابن عمه المتهم الثاني (م.ب) على اختطافها رفقة المدعوة (ن.ط)، وهي عشيقة ابن عمه. وأضاف المتهم الأول أنه بعد تأكدهما من وجود الأولى بمنزل جدتها الضحية (ي.ل) عمل على اقتياد(ن.ط) تحت التهديد بالسكين لتدلهما على المنزل، موضحا أنه بعد اقتحامه الغرفة التي كانت تنام داخلها، وبمحاولة إيقاظها أخذت تصرخ بصوت مرتفع طالبة النجدة، لحظتها استفاقت النسوة جميعهن، وأخذن في الصياح والصراخ، مبرزا أنه ورغبة منه في إرغامهن على التزام الصمت، شرع رفقة ابن عمه في طعنهن بواسطة الأسلحة البيضاء، تحت تأثير تناوله الأقراص المهلوسة، قبل أن يلوذا بالفرار عبر الغابة. التصريحات نفسها أدلى بها المتهم الثاني (م.ب)، خلال الاستماع إلى أقواله، إذ أوضح أنه لم يلج مسرح الاعتداء في الوهلة الأولى، إذ بقي ينتظر ابن عمه أمام باب المنزل إلى أن سمع الصياح وطلب النجدة من النسوة ليعمد إلى تهديدهن بالسلاح الأبيض، وأمام استمرارهن في الصراخ أخذ هو الآخر في مشاركة مرافقه عملية الاعتداء الجسدي عليهن. وباستنطاق المتهمين ابتدائيا من قبل الغرفة الأولى للتحقيق بالمحكمة ذاتها، جدد المتهمان اعترافاتهما التمهيدية، بما فيها العلاقة غير الشرعية التي كانت تربط كلا منهما بالضحيتين(ف.ل) و(ن.ط)، مصرحين أنه لم تكن لهما نية إزهاق روح المعتدى عليهن، بمن فيهن الأم الضحية (ي.ل). وفي الوقت الذي عاود المتهم (ع.ب) اعترافه بالمنسوب إليه خلال التحقيق معه تفصيليا، فضل ابن عمه (م.ب) التراجع عن مساهمته في ضرب وجرح الضحايا، مدعيا أنه تدخل فقط للحيلولة دون استمرار مرافقه في الاعتداء عليهن. من جهتها، أكدت المشتكية (ع.ط) بعد أدائها اليمين القانونية تعرضها وباقي أفراد عائلتها للاعتداء من طرف المتهمين، وإصابتهن بأضرار مختلفة أدت إلى وفاة والدتها، مشيرة إلى أن المعتديين كانا مدججين بسيف وساطور.