ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران ووصفه بأنه خطأ تاريخي جعل تصنيع الأسلحة النووية في متناول طهران وقال إن إسرائيل لن تلتزم به. ممثل إيران ونظرائه في الدول الست الكبرى أثناء لقاء جنيف (خاص) بعد أن خسرت إسرائيل معركتها ضد تخفيف العقوبات عن إيران بدا أنها ترسم استراتيجية جديدة تتمثل في تدقيق مكثف من قبل أجهزة استخباراتها لمدى التزام إيران بالاتفاق المؤقت والضغط من اجل وضع بنود أكثر قوة في اتفاق نهائي ستسعى القوى العالمية والجمهورية الإسلامية للتوصل إليه. ويعد نجاح الدبلوماسية الدولية في إعادة التواصل مع إيران بعد أزمة طويلة ومتقلبة والتوصل إلى اتفاق في محادثات ماراثونية في جنيف انتكاسة كبيرة لنتنياهو. ويبدو أن خياراته العسكرية في ما يتعلق بمواجهة إيران باتت محدودة إلى حد بعيد ومن المرجح أن تهدد بعزلة إسرائيل. من جهتها، رحبت الإمارات العربية المتحدة باتفاق إيران مع القوى العالمية الست للحد من أنشطة برنامج طهران النووي في حين لم يصدر رد فعل عن دول خليجية أخرى مازالت تشعر بعدم الارتياح تجاه محاولات إنهاء عزلة إيران الدولية. وسارعت العراقوسوريا، صديقتا إيران، للإشادة بالاتفاق وكذلك السلطة الفلسطينية التي رحبت به باعتباره يمثل ضغطا على إسرائيل. ولم تبذل دول عربية أخرى جهدا يذكر لإخفاء تشككها العميق في الأسابيع القليلة الماضية لكن أغلبيتها لم تعلن تحفظها يوم الأحد. وفي الساعات التي سبقت التوصل للاتفاق، التقى العاهل السعودي الملك عبد الله وأميرا قطر والكويت في وقت متأخر مساء السبت الماضي، لبحث القضايا التي تهم الدول الثلاث لكن لم يصدر رد فعل رسمي عن أي منها حتى الآن، لكن الإمارات والبحرين رحبتا بالاتفاق. وقالت الإمارات في بيان "رحب مجلس الوزراء في جلسته بالاتفاق التمهيدي حول الملف النووي الإيراني وأعرب المجلس عن تطلعه بأن يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي". كما رحب وزير الخارحية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بالاتفاق وقال إن الاتفاق يزيل الخوف سواء من إيران أو أي دولة أخرى. وتحكم جميع الدول العربية عدا سورياوالعراق أنظمة سنية تعتبر إيران الشيعية خصما وتشعر بعدم ارتياح شديد تجاه احتمال حدوث أي تقارب من الغرب من شأنه أن يعود بالنفع على طهران. ويشعر القادة العرب بالقلق من أن يكون الاتفاق الذي حصلت إيران بموجبه على تخفيف للعقوبات مقابل الحد من برنامجها النووي مؤشرا على تحسن في العلاقات التي يشوبها العداء منذ 30 عاما بين طهران وواشنطن وهو ما سيزيد النفوذ الإقليمي لإيران. وقال عبد الله العسكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودي المعين، وهو شبه برلمان يقدم المشورة في ما يتصل بسياسات الحكومة، "أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة اكبر لإيران أو إطلاق يدها أكثر في المنطقة". وأضاف "أثبتت حكومة إيران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة". وفي الوقت الذي تحدث فيه عبد الله العسكر لم يصدر رد فعل رسمي من السعودية وشدد العسكر على انه يعبر عن آرائه الشخصية. ويواجه حكام دول الخليج العربية إيران على العديد من الجبهات في أنحاء المنطقة ومنها سوريا، حيث تمول بعض الدول وتسلح مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون صديق إيران الرئيس السوري بشار الأسد. ويتهمون طهران بإذكاء الاضطرابات في عدد من الدول، منها اليمن والبحرين ولبنان والعراق. وتنفي إيران هذا التدخل.