ألبس الإسرائيليون الأحد الرئيس الأميركي باراك اوباما الكوفية الفلسطينية وذلك في إطار غضبهم من الاتفاق النووي الذي وقع ما بين القوى الكبرى وإيران في حين ساد الأوساط الفلسطينية ترحيب بذلك الاتفاق، وتمنيا بان يستطيع الرئيس الأميركي النجاح في إحراز تقدم على صعيد الملف الفلسطيني على غرار نجاحه بالملفين السوري والإيراني. وفيما انتشرت صورة اوباما وهو مرتديا الكوفية الفلسطينية ويعلوها تاجا يحمل صورة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على المواقع الالكترونية الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل المشاركين الإسرائيليين، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، تعقيبا على التوصل إلى اتفاق جنيف النووي مع إيران: إننا نريد شرق أوسط خاليا من الأسلحة النووية. وشدد أبو ردينة في تصريح على أن الجهود الدولية التي نجحت في جنيف، هي فرصة لتفعيل اللجنة الرباعية لأخذ دورها في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الوصول إلى اتفاق في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني هو رسالة هامة لإسرائيل كي تدرك أن السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الأوسط. بالتزامن مع حالة الترحيب التي سادت الأوساط الفلسطينية التي عبرت عن أملها بان ينجح اوباما في إحراز اختراق على صعيد الملف الفلسطيني على غرار نجاحه في نزع سلاح سوريا الكيماوي والوصول لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، كان الإحباط والغضب يجتاح إسرائيل حيث أقدم موقع إسرائيلي الكتروني تابع للمستوطنين على نشر صورة اوباما وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية ويحمل صورة ياسر عرفات في إشارة إلى الأزمة الكبيرة التي تعيشها العلاقة بين تل أبيب وواشنطن . في الوقت الذي وصف اتفاق جنيف بين إيران والدول «5+1» بأنه تاريخي وفقا لما صدر من تصريحات عن الموقعين على هذا الاتفاق كانت ردود الفعل الإسرائيلية غاضبة حيث اعتبرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك الاتفاق بأنه نصر لإيران كونها حققت من خلاله كافة شروطها، كما ومنحها الاتفاق الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، ما سيسمح لإيران بالاستمرار في برنامجها النووي وصولا إلى امتلاك السلاح النووي، خاصة أن هذه الاتفاقية لم يتضمن تفكيك لمفاعلات نووية إيرانية. وسارع وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد لمهاجمة هذا الاتفاق معتبرا انه يخدم مصالح إيران، واصفا الاتفاقية ب «السيئة»، كذلك وزير الإسكان أوري ارائيل هاجم الاتفاقية، معتبرا بأن إيران أصبحت اليوم دولة نووية بموافقة دولية، معتبرا بأن على إسرائيل أن تدافع عن وجودها ومصالحها لوحدها ولا تنتظر أحدا للدفاع عنها. ومن جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إن الاتفاق من شأنه أن يدفع منطقة الشرق الأوسط إلى «سباق للتسلح النووي». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية الأحد، عن ليبرمان قوله إنه «من الواضح أن الاتفاق قد يعطي إيران حق تخصيب اليورانيوم»، في إشارة منه إلى احتمال استخدامه لصناعة قنبلة نووية، مضيفا «مما قد يقودنا إلى تسلح نووي في الشرق الأوسط سيدفع إسرائيل للتدخل»، من دون أن يوضح طبيعة التدخل الذي يقصده.