قتل مسلحون يشتبه في أنهم إسلاميون متشددون ستة جنود قرب مدينة الإسماعيلية بمصر وأطلقوا قذائف صاروخية على محطة للأقمار الصناعية في القاهرة، أول أمس الاثنين، ما يعكس تصاعدا في أحداث العنف بعد ثلاثة أشهر من عزل الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي. الفوضى مستمرة في مصر (خاص) قتل عشرات من أنصار مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في اشتباكات دارت يوم الأحد المنصرم، مع معارضيه وقوات الأمن. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى جراء الاشتباكات في أنحاء البلاد الأحد المنصرم، ارتفع إلى 53 قتيلا، في حين أصيب 271 شخصا. وتنفي الجماعة اتهامات الجيش بأنها تحرض على العنف وتقول إنه لا علاقة لها بهذه الأعمال لكن يمكن أن تشهد مصر مزيدا من المواجهات هذا الأسبوع، إذ دعا مؤيدو مرسي إلى الاحتجاج يومي الثلاثاء والجمعة. ونشرت صحيفة (المصري اليوم) مقابلة مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، من المرجح أن تزيد غضب مؤيدي الرئيس المعزول، إذ قال فيها إنه أبلغ مرسي في فبراير أنه فشل كرئيس. وأجرى السيسي المقابلة قبل تفجر إعمال العنف يوم الأحد. ووقعت اشتباكات الأحد في ذكرى مرور 40 عاما على حرب عام 1973 مع إسرائيل والذي كان يفترض أن يكون يوم احتفال وطني. ووقعت مصر اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979. وحذرت السلطات يوم السبت من تنظيم احتجاجات مناهضة للجيش وقالت إن كل من يقوم بذلك أثناء احتفال البلاد بذكرى الحرب التي اندلعت قبل أربعين عاما "يؤدي مهام العملاء" لدول أجنبية ولن يعتبر مجرد ناشط سياسي.. في لهجة مشددة تنم عن أن السلطات ستنتهج خطا أكثر صرامة. واتهمت الجماعة الجيش بالانقلاب على الشرعية والعمل مع أجهزة الأمن للقضاء على الجماعة بالعنف والاعتقالات. وينفي الجيش هذه المزاعم. ومنذ عزل مرسي في الثالث من يوليوز تصاعدت الهجمات التي يشنها متشددون متمركزون في سيناء. وأثارت الهجمات بما فيها إطلاق قذائف صاروخية في منطقة المعادي بالقاهرة مخاوف من تكرار موجة العنف التي قمعها الرئيس الأسبق حسني مبارك في التسعينيات. وأصيب اثنان في الهجوم على محطة الأقمار الصناعية في حين ذكرت مصادر طبية أن ثلاثة قتلوا وأصيب 48 شخصا في انفجار قرب مبنى مديرية الأمن بمدينة الطور عاصمة محافظة جنوبسيناء. وقال شاهد إن الانفجار نجم عن سيارة ملغومة. وقالت وزارة الداخلية في بيان "كما قام مجهولون صباح اليوم بإطلاق عدد من الطلقات تجاه محطة استقبال القمر الصناعى بمنطقة المعادى بالقاهرة". وقالت مصادر أمنية إن مهاجمين أطلقوا قذيفتين صاروخيتين على الموقع. وفي ما يتعلق بهجوم الإسماعيلية، قالت مصادر أمنية إن المسلحين فتحوا النار على الجنود بينما كانوا جالسين في سيارة عند نقطة تفتيش. وفي وسط القاهرة سارت حركة المرور بشكل طبيعي وقالت الإذاعة المصرية إن قوات الأمن تسيطر على الوضع في أنحاء البلاد. لكن هجمات داخل القاهرة مثل هجوم يوم الاثنين على محطة الأقمار الصناعية في المعادي قد تسبب المزيد من الضرر لقطاع السياحة الحيوي في مصر. وقال ديفيد هارتويل محلل الشرق الأوسط في آي.اتش.اس جينز، يبدو أن مزيدا من العبوات الناسفة تستخدم في العاصمة. وأضاف "هذا يشير إلى أن الجماعات الناشطة في سيناء تتسلل بأعداد أكبر إلى شمال مصر... فإما أن هذه الجماعات تمد نشاطها خارج سيناء وإما أن القدرات التي كانت تملكها أصبحت تستخدمها جماعات أخرى قد تكون مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين وقد لا تكون". وقال وزير الدفاع السيسي الذي طرح خارطة طريق سياسية تقود مصر إلى انتخابات حرة ونزيهة في حديث نشر، أول أمس الاثنين، إن مصالح مصر تختلف عن مصالح الإخوان.