ينظم مستشفى 20غشت 1953، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، غدا الأربعاء، الدورة الثانية من أيام الأشخاص في وضعية إعاقة، سيخصص محورها الأساسي حول إعاقة التوحد، لحث عموم الناس والعاملين في قطاع الصحة على ولوج عالم هذه الاعاقة لفهم خصوصياتها، كما هو شعار الدورة. ويأتي تنظيم هذا اليوم، في إطار تخليد وزارة الصحة لليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال التأكيد على أهمية العناية بهذه الفئة، وتعزيز التكفل بالأمراض المسببة للإعاقة، وإعلان الانتظارات بين سنة 2017 و2021، ورصد المنجزات المحققة في المجال. وتبعا لذلك، يهدف اليوم إلى تحسيس عموم المواطنين ومهنيي الصحة بخصوصيات إعاقة التوحد، وأهمية التشخيص المبكر وتقديم الدعم لعائلات الأطفال المصابين بالتوحد. ويعتبر التوحد، أحد أنواع الاعاقات المسجلة في المغرب، وفقا لنتائج البحث الوطني الثاني حول الإعاقة، لسنة 2014، التي تفيد أن معدل انتشار الاعاقة بشكل عام في المغرب يصل إلى 6.8 في المائة، أي ما يوازي 2.264.672 شخص من إجمالي عدد السكان، الذين صرحوا بأن لديهم نوعا أو أكثر من أنواع الإعاقة، 6.7 في المائة ذكور و6.8 في المائة إناث، أي أن أسرة واحدة من بين أربعة أسر مغربية معنية بالإعاقة. وتكشف معطيات البحث نفسه عن أن نسبة انتشار الإعاقة، لدى البالغين من العمر 60 سنة فما فوق، وصلت إلى 33.7 في المائة، ما يجعل هذه الفئة من السكان الأكثر هشاشة. من جهة أخرى، أبرزت معطيات البحث أن 34.1 في المائة من الأشخاص الذين يعانون الإعاقة، يتوفرون على تغطية صحية، من بينهم 60.8 في المائة يتوفرون على بطاقة "راميد"، 15.4 في المائة مسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و12.7 في المائة منخرطين في الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي. ويندرج ضمن التدابير المتخذة للنهوض بوضعية الأشخاص في وضعية إعاقة، حسب ما تفيده وزارة الصحة، تفعيل الإجراءات المرتبطة بالمحور الخامس لمخطط العمل الوطني حول الصحة والإعاقة، عبر تعزيز الأنشطة التحسيسية لفائدة مهنيي الصحة في مجال التشخيص المبكر، وتعزيز التكفل بالأمراض المسببة للاعاقة. ويتضمن المحور الخامس أيضا، ضمان رعاية صحية وإعادة التأهيل الجيدة للأشخاص في وضعية إعاقة، والإجراءات الخاصة بتنظيم دورات توعوية، لفائدة الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة ووسط الأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم فيما يخص عوامل "الاختطار" المسببة للإعاقة. وتفيد وزارة الصحة، أن مخطط عمل وطني حول الصحة والإعاقة 2015-2021، يهدف إلى ضمان ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى خدمات صحية ذات جودة في مجال الوقاية والتكفل وإعادة التأهيل، مرتكزة على المقاربة الحقوقية وسياسة القرب. ويتضمن هذا المخطط 20 تدبيرا و73 إجراء، يرمي إلى تحسين فرص ولوج هذه الفئة من السكان ذات الاحتياجات الخاصة إلى الخدمات الصحية، في ضوء التوجهات الاستراتيجية للسياسة العمومية المندمجة للنهوض بحقوق الأشخاص في حالة إعاقة والمخطط العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول الإعاقة.