اعتبر مصطفى بكوري، رئيس جهة الدارالبيضاء سطات، أن الجهوية ليست مجرد ورش تقني لإعادة توزيع المهام والاختصاصات، وإنما هي ورش استراتيجي لتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة. وقال بكوري في افتتاح الدرس الافتتاحي لجامعة الحسن الأول سطات، الأربعاء، حول موضوع "مساهمة الجهوية المتقدمة في بلورة نموذج تنموي مستدام بالمغرب"، إن الجهوية اختيار استراتيجي للتغلب على بعض الإكراهات والإشكاليات ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي. وشدد على ضرورة انخراط المؤسسات والأفراد في هذ الورس قائلا إن "الجهوية لا تختزل في ميزانيات توزع على مختلف المناطق، وإنما في مقاربات وعمل لا يمكن ممارسته في المركز فقط". واستحضر محطات الجهوية بالمغرب، قبل اعتماد مفهوم الجهوية المتقدمة في دستور سنة 2011، وانتخاب مجالس جديدة بنمط واختصاصات مغايرة، موضحا أن "المفهوم القديم للوصاية تغير، فتحولت العلاقة بين المنتخبين المحليين والسلطات إلى شراكات". وتحدث بكوري أيضا عن المنظومة الجهوية الجديدة، التي أصبح المغرب بموجبها يتوفر على 12 جهة بدل 16 جهة كما كان الأمر في السابق، معتبرا أن الاختصاصات والمهام الجديدة للجهات تفرض عليها صياغة رؤى استراتيجية من خلال بلورة مخططات ذات طابع تنموي. من جهة أخرى، تطرق بكوري إلى خصوصيات ومميزات جهة الدارالبيضاء، موضحا أنها تمثل حوالي 30 في المائة من الاقتصاد الوطني، وتتوفر على مؤهلات كبيرة ومتنوعة في شتى المجالات، وأن مجلس الجهة حدد عددا من الأولويات منها تعزيز التنمية الاقتصادية، وتقوية جاذبية الجهة لجلب الاستثمارات، وتحقيق التنمية المندمجة، والحد من الفوارق بمناطق الجهة، خاصة بالمناطق القروية خلق أنشطة اقتصادية، وأن لأهم في هذه العملية برمتها هو الوصول إلى ونتائج ملموسة على أرض الواقع". وأشار رئيس الجهة إلى أن تكوين المنتخبين والشباب يوليه مجلس الجهة أهمية كبيرة، للتوفر على كفاءات بالنسبة للمستقبل، في إطار "مقاربة استباقية قوامها انسجام التكوين مع متطلبات الأسواق مستقبلا".