تخلد هيئة المحامين بالرباط، اليوم الأربعاء، الذكرى المائوية لتأسيسها تحت شعار "المحاماة تراث انساني.. مائة سنة من العطاء"، إذ سطرت الهيئة برنامجا مكثفا للاحتفال بهذه الذكرى على مدى يومين، تميزت بعدد من الأنشطة، إلى جانب تكريم عدد من النقباء وقيدومي المحامين بهيئة المحامين بالرباط، وتوقيع اتفاقيات تعاون مع كل من هيئة المحامين بباريس والهيئة الفرنكفونية للمحامين ببروكسيل. وعن هذه المناسبة، قال المصطفى السايح نقيب هيئة المحامين بالرباط "إن هذه الذكرى مناسبة نستحضر فيها عطاء الهيئة على مدار مائة سنة للقيام بمهام الدفاع وتحقيق الرسالة النبيلة للمحاماة وإرساء دعائم عدالة فعالة تصون حقوق الأفراد والجماعات". وأضاف السايح، في ندوة صحفية عقدها مجلس هيئة المحامين بالرباط، مساء أمس الثلاثاء، خصصت للإعلان عن البرنامج العام المقرر لهذه الذكرى، أن مسار مائة سنة من عمر الهيئة يشهد على الدور الفعال الذي قامت به هذه الأخيرة في مواكبة التطورات التي عرفتها مهنة المحاماة بالمغرب. وعرج السايح على بعض المحطات من تاريخ الهيئة، مذكرا أنه تم وضع أول جدول لهيئة المحامين بالرباط في 17 مارس 1917، يضم 6 محامين، بما فيهم نقيب الهيئة آنذاك جوبار كاستون. وأشار إلى أن انتخاب أول نقيب مغربي الجنسية على رأسها كان في الفترة بين 1965 و1967 في شخص النقيب أحمد بلحاج، ليخلفه النقيب محمد بوستة بعد أن سبق نقل تسجيله من هيئة الدارالبيضاء إلى الرباط. وأبرز النقيب أن هيئة المحامين بالرباط كانت من بين أول الهيئات التي تحمل العنصر النسوي فيها مسؤولية نقيب خلال الفترة بين 1957 و1959 ويتعلق الأمر بالنقيب مدلين بونس، مُعربا عن أمله في أن تتمكن الهيئة في المستقبل إعادة الاعتبار للنساء المحاميات ومنحهن شرف ومسؤولية مؤسسة النقيب، وذلك اعترافا بما يقمن به من عمل جبار في مهنة ورسالة الدفاع. وأكد النقيب أن الدفاع عن الحق والحريات والسعي لبناء مجتمع العدل والديمقراطية ومحاربة الإفلات من العقاب، هي الرسالة التي انبرى إليها المحامي، ويجب عليه ألا يفتر ولا يهون أو يستسلم في ممارستها. وذكر السايح أن هيئة المحامين بالرباط ظلت بعد الاستقلال حاضنة ومتبنية لمطالب الحركة الوطنية، وسندا لأعضائها في حقهم المطلق في التعبير عن رأيهم ومواقفهم بكل حرية. وأضاف أن الهيئة وهي تحتفل بالذكرى المائوية لتأسيسها أبت إلا أن تجعل منها مناسبة متميزة بكل المقاييس وفاء للماضي واستشرافا للحاضر، مبرزا أن هذا الاحتفال يتميز بحضور كافة النقباء بمختلف هيئات المملكة، وشخصيات قضائية وحقوقية وازنة وطنية وأجنبية، وكذا فعاليات المجتمع المدني والعديد من الهيئات الوطنية والأجنبية. وأشار إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى يصادف الافتتاح الرسمي لندوة التمرين لهيئة المحامين بالرباط برسم سنة 2017 والذي سيتم لأول مرة بالقاعة الكبرى بمحكمة النقض، مضيفا أن برنامج الاحتفال بالذكرى المائوية وكذا برنامج افتتاح ندوة التمرين للهيئة يعكس مختلف الأنشطة المكثفة المتعلقة بهاتين المناسبتين.
تعليق الصورة: النقيب المصطفى السايح تصوير: عيسى سوري