هيمنت وصايا استكمال ورش إصلاح القضاء، على كلمات المتدخلين في حفل افتتاح "ندوة التمرين" لفائدة فوج المحامين المتكونين الجدد، الذي نظمته هيئة المحامين بطنجة برحاب المحكمة الاستئنافية، مساء أول أمس الجمعة 12 ماي، في ختام أيام الأعراف والتقاليد المهنية. في هذا السياق، قال مدير التشريع بوزارة العدل والحريات، أوديجا بنسالم، الذي حضر نيابة عن وزير العدل محمد أوجار، إن مناسبة افتتاح ندوة التمرين سنة حميدة لها حسنات متعددة، من جملتها الدروس والعبر التي تعطى للمحامي المتمرن، من خلال احتكاكه بالنقباء والمحامون القدامى ممن لهم كفاية في الخبرة العملية. وشدد بنسالم في كلمته بالمناسبة، على أن المرحلة التي نعيشها اليوم دقيقة وتاريخية، لكونها تشهد ميلاد التأسيس الفعلي للسلطة القضائية المستقلة، مشيرا إلى أن وزير العدل ورئيس محكمة النقض يعملون لوضع الدعامات الاساسية للمرحلة الانتقالية، ويعملون على وضع التدابير الاجرائية لكي ينهض سلطة القضاء كاملة البنيان، مستقلة عن السلطة التنفيذية. وأكد المتحث على أن مهنة المحاماة تعتبر إحدى الدعامات الأساسية في هذا الاصلاح ومساره، وذلك بالنظر إلى الدور المنوط بالمسؤول القضائي وبالنقيب، بالقاضي وبالمحامي، مذكرا بتجربته الشخصية في مسار عمله كقاضي لمدة 35 سنة، مدين فيها إلى العديد من النقباء والمحامين. من جانبه، أوصى النقيب الممارس أحمد الطاهيري، المحامين المتكونين، باحترام القيم الراقية لمهنة المحامين، والمتمثلة في العدالة والحرية والديمقراطية، معتبرا أنها قيم نابعة من الضمير الإنساني، ولذلك كان شعار ندوة التمرين لهذه السنة "المحاماة رسالة عابرة للحدود"، هو تأكيد على كونية المهنة، وعالمية قيمها وتكيفها مع خصوصيات الأمم والشعوب. وأضاف الطاهيري، أن المهام الحقيقية للمحامي في جميع بقاع المعمور، تتركز في الدفاع عن العدالة والسعي إلى تطبيق القانون، والنضال في سبيل الديمقراطية وحقوق الانسان، ومناهضة الظلم والاستبداد، مما يؤكد أن المحاماة مهنة عابرة للحدود للحدود السياسية أو للحواجز الفاصلة بين الدول. وتابع النقيب أحمد الطاهري وصاياه للمحامين الجدد قائلا؛ "إن القضاة والمحامين أسرة واحدة، فإذا كان المحامون ينشدون العدالة، وإذا كان العدل أساس الملك، فإنه لا عدل بدون قضاة، ولا ديمقراطية بدون استقلال القضاء، ولا محاكمة عادلة بدون قضاة ومحامين، ولذلك ينص القانون على أن القضاة والمحامون أسرة واحدة، وأن أواصر العدالة التي تجمع بينهم أقوى من إكراهات العمل التي تواجههم. من جهته، ذكر المحامي محمد الزرقي العيادي، منسق مديرية ندوة التمرين، بقدسية مهنة الدفاع، كما جاء في رسالة للملك الراحل الحسن الثاني في خطابه الموجه لاتحاد المحامين العرب الذي انعقد سنة 1993 بالدار البيضاء، عندما قال بأن "مسؤولية المحامي لا تقل عن مسؤولية القاضي في الحكم على مقومات العدالة، وإن حرمتها أن تصون المواطن العربي، وتحمي حريته وتؤمن حقوقه، وتمنع عنه غوائب الظلم بجميع أنواعه وأشكاله..". وأبرز المتحدث في كلمة له بالمناسبة، أن موقع المحامي هو الدفاع عن الحق وترسيخ دولة الحق والقانون، مضيفا بأن هيئة الدفاع جزء لا يتجزأ من أسرة القضاء، يعمل معها في بلورة الحقيقة والمساعدة على اكتشافها واستجلاء كنهها، وهذا ما يجعل طرفا أسرة العدل قضاة ومحامين ملزمين أكثر من غيرهم بالتمسك بالفضيلة، والاستقامة، والكفاءة والمسؤولية. ودعا منسق مديرية ندوة التمرين المحامين الجدد، لكي يكونوا متلاحمين كالجسد الواحد، ويتعبأوا للمساهمة في صنع تاريخ الوطن، مشيرا إلى أن المحامين يتحملون على عاتقهم الدفع بقطار إصلاح القضاء الذي يتحكم في مصير البلد، ومحركا أساسيا لمسار التقدم المنشود. وكان بهو محكمة الاستئناف، عرف طيلة الأسبوع الماضي، معرضا تضمن عرض ارشيف الهيئة، وتعريفا بالنقباء السابقين لهيئة المحامين بطنجة، وصور مختلف أنشطتها الإشعاعية، ولقاءاتها الخارجية، وجداول مجلسها لما يقارب قرن من الزمن. يذكر أنه في ختام حفل افتتاح ندوة التمرين، التي عرفت أيضا حضور حسن الداكي، الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، ونقباء هيئة المحامين بعدة دوائر قضائية، تم تكريم القاضي محمد بن عالي العبودي، رئيس محكمة الاستئناف بطنجة سابقا، باعتباره رمزا للنزاعة والاستقامة في مزاولة مهامه كقاضي بعدة محاكم بالمملكة.