أكد مفوض الاتحاد الأوروبي بيير موسكوفيتشي، المكلف بالشؤون الاقتصادية والمالية والجبائية والجمركية ووزير الاقتصاد والمالية بفرنسا سابق، مساء أمس بمراكش، أن المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يقيم معه منذ عقود علاقات متميزة. وأضاف موسكوفيتشي، خلال محاضرة ألقاها في إطار سلسلة محاضرات "منابر مراكش"، تحت عنوان "أوروبا المغرب.. أي رهان اقتصادي أمام التحديات الجديدة؟"، أن أوروبا تواجه أزمات متعددة وذات تعقيدات غير مسبوقة، كالأزمة السوسيو اقتصادية التي مرت منها، والتي طالت عدة مناطق، والأزمة البيئية وأزمة اللاجئين التي نعمل في إطارها بشكل وتيق مع نظرائنا المغاربة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر تحديا غير مسبوق. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتحاد الاوروبي يبقى منطقة فريدة في العالم، بالنظر إلى كونه يعد الاقتصاد الأول في العالم إلى جانب الولاياتالمتحدةالامريكية، والقارة التي تتقاسم بها القيم الديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة، ومناهضة التمييز. وأوضح مفوض الاتحاد الاوروبي أن "المغرب نتقاسم معه مصالح مشتركة ورؤى حول العالم، وتبادل اقتصادي، وتعاون في المجال الأمني، لهذا نأمل في الاستمرار في تغذية هذه العلاقة". وأشار إلى أن المغرب بلد متشبث بالاستقرار الدولي، حيث يوجد تبادل للمعلومات القيمة في مجال المحاربة المشتركة التي نقوم بها سويا ضد الإرهاب، مبرزا أنه "لهذه الأسباب، وكما هو الشأن بالنسبة لكل العلاقات، يمكن أن تأتي لحظات صعبة ومعقدة بين الطرفين، وأظن أنها حاليا أصبحت من الماضي، وأننا نبحث عن حلول مشتركة". وأكد مفوض الاتحاد الأوروبي، في تصريح خص به "الصحراء المغربية"، أنه يعتزم العودة إلى المغرب كمفوض خاص بالجمارك من أجل الدفع بالمباحثات حول وضع تسعيرات مفضلة بالنسبة للسلع القادمة من الأقاليم الصحراوية. وقال موسكوفيتشي "يطفو أحيانا، وهو أمر طبيعي، سوء الفهم، ولكننا دوما نبحث عن حل، فبالنسبة لنا فإن الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المغربية، نسعى إلى الرقي بهذه العلاقة السياسية والاقتصادية لكي تصبح ذات أولوية مركزية". وأضاف موسكوفيتشي الذي يسعى إلى تحسين القدرة على إيجاد فرص العمل وتحقيق سبل التنمية وتأسيس حقول الاستثمار في منطقة الأورو على الخصوص، أن المغرب يعد جسرا نحو إفريقيا، باعتباره بلدا يتوفر على كل الإمكانات بالنظر إلى الإقلاع الاقتصادي الذي يعرفه والنمو الديمغرافي واستقراره السياسي، مما يجعله بلدا يمكن الاستثمار فيه بكل أمان وثقة. وأوضح أنه قام بزيارة إلى منطقة صناعة بمدينة الدارالبيضاء التي يوجد بها الكثير من المقاولات الأوروبية خاصة الفرنسية، وأن كل هذا يجعل من المغرب أيضا بلدا متشبثا بالاستقرار الدولي ويتعاون من أجل محاربة الإرهاب. وتسعى "منابر مراكش" التي تستضيفها جامعة القاضي عياض بمراكش، إلى تعزيز الإشعاع الثقافي والفكري لمدينة مراكش والمغرب، وإعادة تأهيل الجامعة في دورها الاجتماعي والمجتمعي تماشيا مع استراتيجيتها 2017/2019. عبد الكريم ياسين بيير موسكوفيتشي: المغرب يعتبر شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي