بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. السجلماسي السفير السابق بالدانمارك يتوسط الشعيبية وابنها الحسين طلال في افتتاح معرض كوبنهاكن يتذكر الحسين طلال المعرض الفني الذي جمع أعماله الإبداعية رفقة أعمال والدته الشعيبية، حدث هذا برواق شهير بالعاصمة الدانماركية طيلة شهر دجنبر 1980، حيث حضره إلى جانب نخبة من النقاد والإعلاميين والمؤرخين سفير المغرب آنذاك بالدانمارك السجلماسي. وانفردت بتاريخ 15 دجنبر 1980 جريدة "ماروك سوار"، يقول الحسين طلال، بنشر مقتطف مما تداولته الصحف الدانماركية على اختلاف مشاربها حول هذا المعرض المنفرد الذي احتضن وقائعه رواق" دوكومونتا"، جاء في نصه" يسعدنا أن نجد الفرح بالحياة لدى هذين الفنانين المغربيين، وذلك عبر الألوان المتباينة والمكثفة والمفعمة بالحركة. إن الشعيبية والحسين طلال يشكلان ثنائيا فنيا يجعل المشاهد يعيش لحظات طريفة ويكتشف ثراء الإبداع وحيويته ومرونته. فالألوان تحمل في طياتها مشاعر الحنان والنعومة والطرافة وهي منسجمة تماما مع إحساس كبير بالتركيبة ذات الجودة العالية، وبالبنيات التامة الموظفة بشكل لافت. الشعيبية ذات القوة الأصيلة والتلقائية تلعب بألوان الأكريليك، وتصور لنا وجوها فرحة بتقنية بليغة ووفق صور عميقة. أما الحسين طلال فهو فنان بسيط ومتواضع. يبدأ رسوماته بالحبر وينجزها على ورق يخلق بنية، ثم ينهي إعدادها بتلوينات حمراء. كل صوره تمثل شخوصا في حركة دائمة، وفي وضعيات متميزة تتوزع على سخرية الكاريكاتور ولطافة الأجواء. إن رسوماته حية وجميلة، ويتيح لها الخط إمكانيات متعددة على مستوى حرية توقع أنماط من لغات الجسد ومزاجه. هناك الجمال والمنظور في صور هذين العارضين اللذين اكتشفت مجموعة من البلدان الأوروبية عوالمهما الفنية. فكلاهما ممثل في العديد من المتاحف منذ فترة الستينيات، وهما يعرضان في عواصم مشهود لها بالعلاقات الفنية. تحظى الشعيبية بشعبية كبيرة في بلدها، خصوصا بسبب مسارها الخارق الذي بدأ مجهول الهوية، هي المرأة التي كانت مطالبة بنسج الصوف وبالتطريز لكسب قوت يومها وتربية ابنها اليتيم في عامه الأول. في سنة 1966 جرت دعوتها لعرض أعمالها الفنية بباريس فتخلت عن زرابيها ومطرزاتها". ويشدد الحسين طلال في كل لقاءاته مع "المغربية" على أن والدته حققت نجاحا باهرا خلال معارضها الفردية بالعواصم الأوروبية، خصوصا باريس( سبق أن عرض إلى جانبها) وبروتردام، حيث عرضت مع الفنان الشهير كورناي، الذي يعد من رواد حركة كوبرا العالمية برواق "إيغل".