بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الشعيبية رفقة السفير الأسبق سجلماسي وابنها طلال في معرض أقامته بالدانمارك في شارع رابليه بالدارالبيضاء، حولت الجدار والأسوار إلى واحة تشكيلية، وبدا المكان أروع بكثير من فضاءات الكنيسة الملونة، حتى أن بيوت الحديقة اتخذت منها طابع القصر، تترك الشعيبية متعلقاتها في حجرة صغيرة بالبيت، وألصقت بجدرانه مجموعة من الصور الفوتوغرافية للذكرى، حيث نجد صورتها إلى جانب الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، (يذكرنا طلال أنها بمناسبة معرضها بالقصر الكبير بشون زيليزيه، باريس "فياك")، وكذا صورة للوزير الأول الفرنسي، وكذلك لجاك لونغ، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، الذي قالت عنه "إنه رجل رائع". ما يقلق الشعيبية أكثر حين يصف المغاربة تجربتها الصباغية ب"الساذجة"، وحصر بعض النقاد المعروفين في الأوساط الباريسية تجربتها ضمن الفن الحديث، وكذا في حركة "كوبرا". وتلح الشعيبية على الذين يسألونها عن صباغتها بأن لا تفسير لعالمها الصباغي المرتبط بالتصوف والعجائبي. إنها موهبة. ابنها طلال أعجب أيما إعجاب بالشعيبية، وهي ترسم ملامح فنانة في اتجاه الشهرة، وكان فخورا بأن تكون والدته فنانة تشكيلية، هو أيضا بدأ نجمه الفني في الظهور والشهرة، ويوقع لوحاته باسم عائلته طلال. في 2 مارس استقبلت الشعيبية بباريس بالأحضان وبأذرع مفتوحة، وكانت 3 لوحات كبيرة من بين التي عرضت في رواق "مام" من أبرز اللوحات التي تعلق بها النقاد، وأيضا عرضت في متحف الفن الحديث بباريس. أسبوعان بعد ذلك، سافرت في رحلة فنية إلى نيويورك، واستوكهولم، والدانمارك، لتعود إلى منزلها في الدارالبيضاء بعد معارض ناجحة في الخارج، لتمارس حياتها الطبيعية التي تبدأها صباحا برياضة المشي. وترى الشعيبية في هذه الرياضة متنفسا آخر، بعد انغماسها في رسم شخوصها التي تحكي حياة الناس وتاريخهم العميق، وتقول إن هذه الأشكال مع الزمن أصبحت جزءا من شخصيتها الكريمة.