بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. الحلقة الثالثة بشهادة الكثير من النقاد الفرنسيين فالشعيبية لا تعير بالا للملاحظات التي كان يبديها بعض الفنانين المغاربة، وكلما تلقت ملاحظة، إلا ودافعت عن توجهاتها الفنية واختياراتها التعبيرية، وأمرت، كما يؤكد الحسين طلال، صاحبها بأن يجتهد في مساره الفني ويضيف ذلك في لوحاته. الشعيبية كتلة من الأحاسيس، إذ كان عدد من الفنانين التشكيليين المغاربة، يقصدونها وهم في بداية الطريق، كلما ضاقت عليهم الدوائر، ولم يجدوا مصرفا عن الشعيبية، التي كانت السند واليد البيضاء، و"فكاكت لوحايل"، كما يصفها ابنها طلال. كانت لا ترد زائرا ولا صديقا في الميدان الفني، يشكو ضائقة مالية، كانت "اديال الخير". في المحطات الفنية الكثيرة في أوروبا، تبدو متميزة من خلال القفطان المغربي، اجتهدت في تقديمه في الخارج، قبل أن تظهر الموضة، موضة الفقطان. يقول طلال إن الشعيبية تختار لباسها التقليدي لتقديمه في فعاليات مشاركاتها في المعارض الدولية. لم تسافر إلى الخارج من دون هذا اللباس الذي أعادت له روحه، بعد زمن من سطوة اللباس العصري. ما زاد من ألق هذا اللباس المغربي الحر، قيمة الشعيبية الفنية من جهة، وبنيتها الجسدية المترفلة في ثوب القفطان، فكل من صادفها في الخارج، وتحديدا خلال افتتاح المعارض الجماعية، إلا وتساءل عن مصدر هذا اللباس وتصاميمه الموغلة في القدم. يقول الحسين طلال، في معرض أقيم بأكبر قصر باريسي سنة 1982، ويحتوي على 70 قاعة عرض، وشارك في التظاهرة الفنية العالمية فنانون من أمريكا ومن دول أوروبا، كانت والدته كل مساء تزور تلك القاعات واحدة واحدة، وهي في قمة زينتها، وبزيها التقليدي، تثير الإعجاب والفضول بين معجب بوشمها وبين من رأت في القفطان صرعة جديدة، كشفت عنها الشعيبية. الصحافة البريطانية والأمريكية والفرنسية، تناولت جانبا من ملابسها ولوحاتها أيضا، بل شبهت الشعيبية ببيكاسو المغرب. وذهب بعض النقاد الغربيين إلى تسليط الضوء على الحركة الفنية التي تنتمي إليها الشعيبية، وقالوا إنها واحدة من المدرسة الفنية التي تعرف في أدبيات الفن الأوروبي ب"كوبرا".