في شهر أبريل تحل ذكرى وفاة المرحومة الفنانة المغربية الشعيبية طلال، من المغاربة من لا يتذكر هذه المرأة المغربية الجميلة والتي رفعت راية المغرب في العديد من المناسبات الفنية والثقافية خصوصا خارج المغرب؟. الشعيبية طلال اسم فني مغربي رسخ في قلوب المغارية والأجانب أيضا، امرأة نهلت الفن التشكيلي من ذاكرة المغرب الشعبي، رسمت وتفننت في التشكيل إلى حدود انبهار كبار الفنانين بالمغرب وخارجه، بل هي اليوم لا زالت لوحاتها خير من يعبر عن علو كعبها، لوحاتها التي سكنت ولا تزال تسكن أمهات المتاحف العالمية وكبريات المؤسسات الدولية العامةوالخاصة. آن الأوان أن يتم إنصاف هذه الفنانة الشعبية المغربية الأصيلة، من خلال تسمية بعض الشوارع باسمها وأيضا احداث متحف أو مؤسسة خاصة بها، تعرف خصوصا فئة الشباب بهذا الإسم المغربي الذي كتب عنه في أمهات الكتب النقدية والمعاجم الفنية العالمية، ناهيك عن كون الشعيبية ساهمت وإلى حدود بعيدة في اعطاء ذلك الطابع الشعبي لفن التشكيل،مما يستوجب معه، تقديم خدمة فنية وثقافية ذات طابع وطني/ إنساني لما خلفته المرحومة من أعمال فنية متعددة. الشعيبية، تميزت ذاكرتها الفنية بالخصوبة المستمدة من ذاكرة الجغرافيا الدكالية الشعبية العربية الأصيلة، استحضرت ألوان الطبيعة الفطرية، بكل أبعادها الجميلة والممتعة، وظفت طرق العيش الشعبية، ونهلت من الذاكرة الجمعية المغربية العربية والإنسانية الأصيلة، كلنا نستحضر وقوفها الشامخ بجانب لوحاتها، مما جعلني أشبهها اليوم بكونها هي الأخرى كانت بمثابة لوحة فنية مغربية شامخة. أستحضرها وهي ترتدي تلك الألبسة المغربية الأصيلة، وهي مزينة بالحلي والوشم والحناء، معتزة بمغربيتها حتى النخاع، بل مدافعة عن قضيتها الوطنية وتقليد وعادات المغرب، بل مكرمة لضيوفها إلى درجة أنها كانت تجعل من بيتها ومالها، مالا وبيتا للجميع. الشعيبية هي اليوم ترقد في دار البقاء، وهي مرتاحة البال، بعدما أمتعت جمهورها داخل وخارج المغرب، بأعمالها المتميزة التي خلخلت بها الجميع، وهي المرأة التي كافحت مؤخرا لتتعلم وتكتب ما يفيدها في حياتها الفنية، امرأة جعلت الكثير من أمهاتنا يثقن في ما يبدعن بأياديهن الجميلات، كلما استحضرت صورة الشعيبية كلما استحضرت جمالية وعفوية حديثها ودفاعها القوي عن المغرب والمغاربة في كل البلدان التي زارتها.عاشت شامخة بجانب لوحاتها وهي اليوم لا زالت شامخة بلوحاتها التي عجز كبار الفنانين على محاكاتها. الشعيبية طلال فنانة مغربية أصيلة حتى النخاع، رفعت راية المغرب فنيا وثقافيا، وكسرت كل قيود الأمية لتجعل من الريشة لغة أخرى أقوى بكثير من اللغة الخطية، بل هي اليوم حاضرة في العديد من التجارب العالمية تدرس في كبريات الجامعات الغربية. فهل من إنصاف في هذه الدار الدنيوية لمن كلما شاهدناها واستحضرناها اليوم كلما استحضرنا أمهاتنا وأخواتنا المغربيات الجميلات الممتعات بأعمالهن الفنية الجميلة؟ ناقد وباحث سينمائي