بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة الشعيبية رفقة الفنان العالمي كورناي الذي كتب شهادة في حق منجزها الصباغي بشهادة ابنها الحسين طلال، كانت الشعيبية تحلم دائما بعرض أعمالها الفنية بمتحف اللوفر بباريس إلى جانب كبار المبدعين العالميين، مراهنة على قيمة لوحاتها الإبداعية التي تناولها النقاد الجماليون والباحثون المتخصصون بالدرس والتحليل. يذكر الحسين طلال أن متحف اللوفر بباريس احتضن في الفترة الممتدة بين 19 نونبر و15 دجنبر 1973 تظاهرة فنية كبرى جمعت كبريات أروقة العرض بما فيها أروقة بوبورغ، وسيبارك. في هذا الإطار الفني نظمت عدة معارض استعادية للتعريف بأبرز التجارب الإبداعية العالمية، إذ أقدم رواق "عين الثور"، يصرح الحسين طلال، على عرض أعمال الفنانة الشعيبية إلى جانب عدة مبدعين من ذوي الصيت الدولي، أمثال خوصي بربوسا، وفالدوميرو دودوس، وإلي هيل، وفرونسيسكو داسيلفا، وبلويز، وفلافيوشيرو، وفانارسكي وآخرين. وكتبت جريدة " لوماتان" بهذه المناسبة أن عرض لوحات الشعيبية بمتحف اللوفر دليل قاطع على قيمة منجزها التشكيلي واعتراف صريح بعالميته، وتتويج لرصيدها الفني الذي حقق حضورا وازنا داخل عروض بالمزاد العلني بدروو. في سياق هذا الحدث الفني، يقول الحسين طلال إن الفنان التشكيلي العالمي كورناي الذي يعد من كبار رواد حركة كوبرا كتب شهادة في حق والدته، وذلك تزامنا مع معرضها الباريسي في دجنبر 1973، جاء في نصها الذي تفضل الناقد الجمالي عبد الله الشيخ بنقله إلى العربية" ترسم الفرشاة أشكالا كثيفة في اللون بلمسة صباغية مكثفة. يد امرأة لطيفة تخط بعنف على الصباغة كل الأشكال التي تخرج من حياتها، ومن بيئتها. شباب الشعيبية، الرؤية التلقائية غير المحرفة وغير الملطفة كل شيء ينبعث ويولد، وينبع من المصدر بشكل طبيعي. ينبثق هذا الكل مثل أوراق تخرج من أذرع سوداء مجردة من الأشجار بعد الربيع. في الأحمر الخط يرسم جريان الشمس. في الأصفر الخط يبحث عن العصفور. في الأزرق الخط يتردد بين حنان فجر وردة وسجاد أو رسم وردة. في الأخضر ينحت الخط بتوتر الوجوه المتقابلة في الأسواق. تحب الشعيبية اللون، وتستعمل منه كميات كبيرة كالأطفال. يد غير محنكة بشكل عجيب. يد لم تعرف المدرسة، ولا نقطة الصفر، ولا المنهج المشلل لأستاذ. لكنها يد تتذكر كل الأشياء التي فتنت وخلبت وجودها. يحب الخط أن يحكي الشعيبية. تبرز الفرشاة عالمها بشكل أكثر معرفة من الكلمات، وبلا لبس على الورق والقماش، تتكلم عن ثلج الرمال حيث تنشأ براعم النخيل. من النبتة التي تكبر تحت اندفاعة نسغ الماء. من الطفل الذي يلعب مع الظل المتحرك للنخلة. من العنز الخبازي تحت ظل أزرق. من فتاة صغيرة تجري مفتوحة اليدين تحت الشمس، فتاة مرسومة ومزينة بمساحيق التجميل ترى بافتتان أحمر حناء كف يديها. تتذكر اليد الشعيبية وتفتننا أيضا".