استنكر الشيخ محمد الأمين خطري سيدامو، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، الذين وضعت الأممالمتحدة ثقتها فيهم، خلال عملية تحديد الهوية، بشدة ما يتعرض له الشاب الصحراوي محمد مولود عالي بوسحاب، الذي يخوض اعتصاما منذ بداية شهر غشت الماضي مصحوبا بإضراب عن الطعام لمدة تجاوزت 24 يوما، بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، احتجاجا على التضييق على حياة الصحراويين من قبل البوليساريو وسلطات الدولة الجزائرية، وناشد الشيخ محمد الأمين خطري سيدامو المنظمات الإنسانية والحقوقية وذوي الضمائر الحية وأصحاب النخوة وأصحاب المبادئ وكل أحرار العالم، أن "يقفوا بحزم في وجه التجاوزات التي تمارس من طرف جبهة البوليساريو ضد أبنائنا الصحراويين"، مطالبا إياها بالتضامن مع قضية الشاب عالي بوسحاب المناضل الشريف، الذي فضل عرق جبينه على التسول الذي يمتهنه البعض على أعلى المستويات. وحمل الشيخ خطري سيدامو في رسالته، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين المسؤولية في الحفاظ على سلامة حياة الشاب محمد مولود عالي بوسحاب. وناشد الشيخ خطري سيدامو، من خلال رسالته، عالي بوسحاب، بوقف إضرابه عن الطعام، حفاظا على نفسه وصحته، مؤكدا أن أشكال الاحتجاج عديدة، وأن "قضيتك هي قضيتنا جميعا، وما ضاع حق وراءه طالب". وعبر الشيخ في رسالته التي بعث بها من مخيمات تندوف، عن أسفه لما يتعرض له عالي بوسحاب من مضايقات، إثر معاقبته بقطع لقمة العيش عنه ومنعه من ممارسة نشاطه التجاري دون وجه حق، معلنا أن عالي بوسحاب كان يتاجر في بيع لترات المازوت بالتقسيط، لأجل إعالة أسرة من اليتامى والمحتاجين تزيد على 17 فردا جلهم من الإناث والأطفال، في الوقت الذي يربح قادة البوليساريو الملايير من التجارة في المازوت بين المخيمات الصحراوية وموريتانيا، بعد أن سدت طريق شمال مالي، مضيفا في هذا الصدد أنه "ليس بعسير الوقوف على هذه الحقيقة، فما على المرء سوى الوقوف ساعة عند مدخل بلدية بير أم أغرين أو بلدية ازويرات الموريتانية ليلحظ عالشرات من شاحنات الصهاريج العملاقة، التي تتجاوز حمولاتها 30 طنا محملة بمادة المازوت، قادمة من المخيمات و تحمل كلها ترقيما حكوميا تابعا للبوليساريو، ويعرف سكان المخيمات ملاك أساطيل صهاريج المحروقات". وتساءل الشيخ خطري، عن الشرعية التي بقيت لقادة البوليساريو وهم يحاربون من يتصرفون ويحكمون ويتسولون باسمهم، والحماية التي من المفترض أن يتمتع بها الصحراوي في المخيمات من طرف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومن سلطات الدولة الجزائرية المضيفة أمام ظلم جبهة البوليساريو، ضدا على المبادئ التي مافتئت البوليساريو تتشدق بها من مساواة وعدالة واحترام حقوق الإنسان. ويستمر اعتصام الشاب محمد مولود عالي بوسحاب لأزيد من 24 يوما بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، احتجاجا على استمرار تجاهل المفوضية لحماية حقوقه. وكان عالي بوسحاب تقدم بطلب إلى مكتب مفوضية غوث اللاجئين بمخيم العيون من أجل التدخل لإنصافه وتمكينه من استعادة نشاطه الذي أوقفته إدارة البوليساريو أو مساعدته في العودة إلى وطنه، لكن مكتب المفوضية أجابه بأنه معني فقط بإيصال المواد الغذائية إلى سلطة البوليساريو، ولا يمكن لأعضائه التدخل إلا في حالة الشكوى بأن المواد التموينية لا تصل لمستحقيها، مختصرا مسؤولية حماية اللاجئ في توزيع مواد الدعم الإنساني دون بقية الحقوق، خلافا لما ورد في شهادة الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره حول الوضع في الصحراء (أبريل 2013) فقرة (66) المقدم لمجلس الأمن، الذي جاء فيه "عززت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وجودها لأغراض الحماية والمراقبة في مخيمات اللاجئين بالقرب من تندوف من خلال تعاملها المباشر مع اللاجئين ومجتمعاتهم، حيث شيدت مكاتب ميدانية جديدة في كل المخيمات لتقريب الخدمات منهم". أمام استمرار تجاهل المفوضية لحماية حقوقه، يتمسك الشاب محمد مولود، بحقه في العمل الذي تكفله كل القوانين الكونية، ويصر على طلبه بأن تساعده المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على العودة إلى وطنه، بالاحتجاج في خيمة مستعينا باللافتات لإيصال صوته إلى العالم، نظرا لغياب أي تمثيل لوسائل الإعلام بالمخيمات، وعدم شمول تغطية شبكة الإنترنيت في الجزائر لمخيمات الصحراويين في تندوف.