مصطفى سلمى ولد سيدي المولود لم يعد الصحراوى الوحيد الذي اضطرته ممارسات ميليشيات البوليساريو إلى طلب اللجوء السياسي و الاحتجاج من أجل ذلك أمام مكاتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين . رغم معاناته اليومية أمام مكتب المفوضية بالعاصمة الموريتانية نواكشط، حيث يواصل اعتصامه المفتوح، إلا أن ولد سلمى كان أكثر حظا عندما تمكن قبل سنة من مغادرة جحيم المخيمات، إثنى عشر شابا صحراويا من المخيمات لم يجدوا لمأساتهم حلا إلا الاعتصام أمام بعثة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتندوف. لكن المفوضية تنصلت من مسؤولياتها، ولم تقم بمهمتها المتمثلة في توفير الحماية الدولية للاجئين الصحراويين، كما الحال بالنسبة لولد سلمى مع مكتب نواكشط ، ورفض المنضمة الانسانية ، يوم الأربعاء الماضي، طلبا تقدم به مجموعة من الشبان الصحراويين المعتصمين منذ أكثر من أسبوعين أمام مقره بعثتها بناحية الرابوني. لا أحد يمكنه معرفة حجم معاناتهم أكثر من ولد سيدي مولود، شعور دفع المناضل الصحراوي إلى التحرك لإسماع صوت أبناء عمومته، راسل المفوض السامي شؤون اللاجئين مطالبا بتدخل عاجل للأمم المتحدة لمنح وثيقة اللاجئين للشبان الصحراويين الاثنى عشر. الناجم علال الداف، حمادي البشير هيبة، سيدي سويلم جامع، الزاوي دخني اسماعي، الكوري سيدها خندودن، الخليل محمد امبارك نصري، عبد ربو أطريح، أمحمد اباي أدميم، سالم الفراح عندالله، أحمد سالم ولد أباه ولد النوشة، شبان ضاقت بهم المخيمات، التي أحكمت مليشيات محمد عبد العزيز الحصار حولها، قدموا طلبات للجوء السياسي خارج التراب الجزائري، لكن بعثة المفوضية أحالتهم على الهلال الأحمر الصحراوي « قرار في منتهى الخطورة على حياة هؤلاء الشباب»، تقول رسالة ولد سلمى المنددة بتواطؤ بعثة المفوضية السامية إلى تندوف مع رجال محمد عبد العزيز « أولئك الشباب لم يطلبوا من موظفيكم غير وثيقة تثبت لهم صفة اللاجئ، وهو حق لكل اللاجئين، خاصة عديمي الجنسية منهم من أمثال اللاجئين الصحراويين،»يقول ولد سلمى ، متساءلا عما « إذا كانت المفوضية قد أوكلت صلاحية منح صفة اللاجئ لهيئة الهلال الأحمر التابعة للبوليساريو؟». . ولد سلمى أوضح للمفوض السامي كيف أن « الشبان المعتصمين أمام مقر المفوضية في الرابوني لجئوا إلى البعثة طمعا في إنصافهم والاعتراف لهم بصفتهم كلاجئين، بعدما صادرت قيادة البوليساريو كل حقوقهم»، موضحا أنه هو نفسه يحمل بطاقة لاجئ صادرة عن مكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا و «ليست صادرة عن الهلال الأحمر الموريتاني» وأن ذلك « شأن كل اللاجئين الذين التقيتهم في موريتانيا، فلماذا لا يعامل أبناء عمومتي في المخيمات كما يعامل بقية لاجئي العالم؟». ياسين قُطيب