اختتمت مساء أمس الاثنين فعاليات الدورة التاسعة لموسم طانطان التي نظمتها عمالة الإقليم على مدى ستة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتوخت هذه التظاهرة، التي نظمت بشراكة مع فعاليات وطنية وجهوية ومحلية تحت شعار "الموروث الثقافي الحساني رافعة أساسية للتنمية بالأقاليم الجنوبية" تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال من خلال استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي والعمل على صيانتها وجعلها وسيلة لتنمية المنطقة وإدماجها في محيطها. وتميز الحفل الختامي لهذا الحدث الثقافي الهام بإقامة خيمة شعرية شارك فيها شعراء ذائعو الصيت بالأقاليم الجنوبية للملكة فضلا عن شعراء من موريتانيا قدموا خلالها روائع من الشعر الحساني، إضافة إلى وصلات فنية أبدعتها فرقة الفنانة الموريتانية كومبان منت أعلي وركان على أنغام وإيقاعات آلات خاصة بالغناء والطرب الحساني . وتمثلت أقوى لحظات هذه التظاهرة التي تجسد التنوع الثقافي المغربي وتعد ملتقى لقبائل الأقاليم الجنوبية للمملكة، في تنظيم كرنفال استعراضي قدمت خلاله لوحات تجسد تنوع الموروث الثقافي الصحراوي والمؤهلات التي تزخر بها المنطقة، وإقامة معارض للمخطوطات والفن التشكيلي ومنتجات الصناعة التقليدية والصور الفوتوغرافية ومسابقات في الشعر الحساني. وعرف هذا الحدث الثقافي الهام حضور وفد رسمي يتقدمه السيد فاضل بنيعيش مكلف بمهمة بالديوان الملكي ووزير الداخلية، السيد امحند العنصر، ورئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي الضريس ووزراء الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية والجالية المغربية المقيمة في الخارج، تابع سباقات الهجن التي شاركت فيها عدد من القبائل الصحراوية وعروضا في الفروسية التقليدية قدمتها فرق تمثل مختلف الأقاليم الجنوبية للمملكة. كما زار الوفد الذي ضم أيضا سفير النوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسكو، كيتي مونيوس، ورئيس نادي المستكشفين العالميين، ألان نيكولز، ووالي جهة كلميمالسمارة ورئيس الجهة والمنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم، الخيام التراثية للموسم (طانطان، صفرو، شفشاون، الجديدة ومراكش)، وتابع لوحات فنية تراثية سلطت الضوء على عادات وتقاليد العرس الصحراوي، فضلا عن وصلات فنية تنهل من الموروث الثقافي الحساني أداها عدد من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالإقليم. وتابع الوفد أيضا لوحات من الفولكور الشعبي الأصيل أبدعتها فرق فنية من إقليمطانطان ومجموعة الركبة من إقليم زاكورة والفرقة الغنائية لقلعة مكونة عرضت خلالها آخر إبداعاتها، فضلا عن استعراض لبعض الألعاب الرياضية التقليدية ذائعة الصيت بالأقاليم الجنوبية ك "أراح" و"أرضوخ" و"كبيبة". وتم على هامش هذا الحدث الثقافي الهام، كذلك، تنظيم النسخة الأولى لمعرض الصناعة التقليدية بطانطان الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية بالإقليم بشراكة مع عمالة الإقليم ووكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة بهدف النهوض بقطاع الصناعة التقليدية بالإقليم وتمكين الصناع التقليديين من إبراز مؤهلاتهم وعرض منتوجاتهم والمساهمة بشكل فعال في إنعاش الرواج التجاري والاقتصادي والسياحي بالإقليم وإبراز غنى وتنوع المنتوجات التقليدية المغربية. وضم المعرض الذي نظم تحت شعار "الصناعة التقليدية ذاكرة التراث وفن الإبداع" حوالي 40 رواقا تضمنت منتوجات الطرز والخياطة التقليدية وفن الديكور المنزلي والفخار والخزف والنجارة والمصنوعات الجلدية والنباتية والصياغة والنحت على خشب العرعار والنقش على الحجر والحديد المطروق والزليج البلدي والفضيات والنحاسيات. كما تضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم أمسيات فنية أحيتها مجموعة من الفرق الموسيقية المحلية والوطنية وندوات وموائد مستديرة نشطها ثلة من الخبراء والباحثين، وإقامة معرض للأنشطة المدرة للدخل والصناعة التقليدية للمغرب الصحراوي، إضافة إلى تكريم الفائزين في مسابقات أحسن قطيع للإبل وأحسن فرق الخيالة، والمتوجين الأوائل في مسابقات الهجن.