اللاعب المهدي استجاب بتلقائية لدعوتنا، فتح لنا باب أرشيفه المتواضع، ومن خلال هذه الأوراق يحكي لمن يجهل اسمه أغلى ذكرياته. الحلقة 8 عندما تألق المهدي مبكرا بقميص الطاس، وجد طريقه إلى المنتخبات الوطنية. فتدرج عبر أكثر من تشكيلة ليجد نفسه في النهاية ضمن صفوف المنتخب الأول، وليحظى بثقة الناخب الوطني مارداريسكو الذي ضمه إلى المجموعة التي عادت باللقب الإفريقي الوحيد من إثيوبيا. يقول المهدي "أول مرة التحقت فيها بالمنتخب الوطني كانت سنة 1973، وبالضبط بمنتخب الشرطة الذي كان مدعوا للمشاركة في دوري دولي بالجزائر. ومع هذا المنتخب جاورت عدة أسماء متألقة، مثل البوساتي، ولعلو، وليمان، وشيشا، وبوبكر، وامبارك، وآخرون بتأطير من المدرب بلحسن". بعد التجربة القصيرة بقميص منتخب الشرطة خاض المهدي تجربة جديدة، وهذه المرة مع منتخب الأمل رفقة المجموعة نفسها تقريبا مع بعض الإضافات، خصوصا قاسمي، وفرحات، وعزيز بوعبيد. وكانت المباراة الأولى إعدادية أمام أحد الأندية البرازيلية بملعب البشير بالمحمدية، وانتهت المواجهة بالتعادل السلبي بين الطرفين. في سنة 1975، التحق المهدي بالمنتخب الوطني الأول، ويحكي عن أول مباراة قائلا "أول حضور لي مع منتخب الكبار كان في المباراة أمام غانا ضمن التصفيات القارية، وأذكر أنني سافرت مع المجموعة ولعبت احتياطيا، كما أذكر أننا انهزمنا بحصة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وكان الراحل بيتشو وراء الهدف المغربي الوحيد. وفي مباراة الإياب بالملعب الشرفي آنذاك بالدار البيضاء، اعتمد علي المدرب مارداريسكو ضمن التشكيلة الأساسية، وانتهت المباراة بفوزنا بهدفين دون رد وتأهلنا بفضل الضربات الترجيحية". مباشرة بعد المباراة أمام غانا، أصبح المهدي عنصرا أساسيا في التشكيلة الوطنية، ويتذكر المباراة الموالية ويقول "بعد غانا لعبنا مع تونس، وتعادلنا ذهابا دون أهداف، وفزنا إيابا بهدف وحيد، وأذكر هذه المباراة جيدا لأنني أنقذت خلالها مرمانا من هدف محقق، ولعبت جنبا إلى جنب مع الهزاز، وأحرضان، واعسيلة، والزهراوي، والشريف، وبابا، وبيتشو، والسميري، والسماط، والتازي، والكزار، وأسماء أخرى". بعد التصفيات، دخل المهدي المعسكرات التدريبية استعدادا للنهائيات، وكان ضمن المجموعة التي كسبت الرهان. في الحلقة المقبلة أجمل وأسوأ ذكرى بإثيوبيا