أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وجلالة الملك خوان كارلوس الأول عاهل إسبانيا، اليوم الثلاثاء بالرباط، على تدشين معرض "25 سنة من التعاون الأركيولوجي المغربي- الإسباني: من جبالة إلى درعة، ما بين فترات ما قبل التاريخ والعصور الحديثة". يقدم هذا المعرض، المنظم بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، نتائج أهم المشاريع المشتركة المنفذة بموجب بروتوكول التعاون الإسباني- المغربي في مجال الأركيولوجيا والثراث الموقع سنة 1988، لاسيما تلك المرتبطة بالتواجد البشري في المنطقة الشرقية للمغرب خلال حقبة البلايستوسين، والأبحاث الأركيولوجية بمنطقتي "جبالة- غمارة" و"سوس- تكنة"، والخريطة الأركيولوجية لشمال المغرب، وأصول العصر الحجري الحديث بالمغرب المتوسطي. وينظم معرض "25 سنة من التعاون الأركيولوجي الإسباني- المغربي" من طرف السفارة الإسبانية بالمغرب ومعهد ثيرفانتيس بالرباط، تحت رئاسة الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وبتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة ووزارة الثقافة المغربية. وبهذه المناسبة، سلم رئيس مجلس إدارة مؤسسة التراث الوطني الإسباني خوسي رودريغيث- سبيتيري بالاثويلو، لكل من شوقي بين بين مدير الخزانة الملكية، وإدريس خروز مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، نسخة من مخطوطات عربية مرقمنة، محفوظة من طرف مكتبة دير "سان لورينثو إيل ريال ديل إسكوريال". وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة التراث الوطني الإسباني، إن هذا الإهداء يعكس جودة وتميز علاقات التعاون القائمة بين مؤسسة التراث الوطني الإسباني والمملكة المغربية. وأوضح أن هذا الإهداء يتضمن قرصا صلبا يشتمل على 1939 مخطوطة عربية مرقمنة و327 ألف و661 صورة رقمية، مذكرا بأن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية كانت تلقت سنة 2011 هذه الوثائق نفسها محملة في ميكروفيلم، وذلك بموجب اتفاقية الشراكة الموقعة سنة 2009 بين المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ومؤسسة التراث الوطني الإسباني. وبعد التذكير بالقيمة التاريخية لدير "سان لورينثو إيل ريال ديل إسكوريال "، أوضح خوسي رودريكيث- سبيتيري أن المكتبة الموجودة بهذا الدير تضم اليوم أزيد من 2000 مخطوطا عربيا. من جهته، عبر الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومؤرخ المملكة المغربية، عبد الحق المريني، عن عميق شكره وامتنانه لمؤسسة التراث الإسباني على هذا الإهداء الثمين الذي يدخل في إطار الشراكة المثمرة القائمة بين المملكتين الصديقتين. وأضاف المريني أن "هذه الشراكة تشكل نموذجا جيدا ينبغي أن يقتدى في مجال التعاون العلمي والثقافي". واستعرض صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضيفه الكبير، لدى وصولهما إلى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية.