في محاولة لفهم التطور في عمل الخلايا الإرهابية، تقدم "المغربية" قراءة في تاريخ أبرز الخلايا وكيف حاولت تهييء موطئ قدم لتنظيم القاعدة داخل المغرب حتى يصبح قاعدة خلفية للتخطيط لعمليات دموية. فرضت الصلات المباشرة وغير المباشرة، التي تجمع الإرهاب في دول مختلفة، إلى جانب تطور الجريمة المنظمة، على الأجهزة الأمنية في عدد من دول العالم إلى التنسيق في ما بينها لإحباط المخططات الإرهابية التي تهدد استقرار هذه البلدان. فقبل سنة 2006، قاد التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية والفرنسية والإيطالية إلى اعتقال تسعة مشتبه في انتمائهم لتنظيم إرهابي، كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات إرهابية ضد مواقع في المغرب وفرنسا وإيطاليا. واعتبر الموقوفون، الذين ألقي عليهم القبض نهاية مارس، في مناطق متفرقة بالدار البيضاءوالرباط، جزءا من شبكة خططت لتفجير القنصلية الأميركية بالرباط، وكنيسة، ومحطة للقطارات في ميلانو (إيطاليا)، ومقرا للاستخبارات في باريس (فرنسا). ويتعلق الأمر بكل من لحسن (م)، وفارس (س)، وغرار (س)، وعبد الغني (ع)، وعبد الحق (ت)، وعادل (ك)، ومحمد (ح)، وعبد الفتاح (ح)، ومحمد بنهدي (م)، وهو من جنسية تونسية. وجاء اعتقال عناصر هذه الخلية، التي يتزعمها التونسي محمد (م)، بعد توصل السلطات القضائية في ميلانووالرباط وباريس، من خلال التحقيق مع عدد من الموقوفين، بمعلومات تفيد تخطيط خلية إرهابية، منذ نهاية السنة الماضية، لارتكاب أعمال تخريبية في المدن المذكورة. تفكيك هذه الخلية التي كانت قيد التشكيل، علق عليه وزير الداخلية الإيطالي آنذاك، جوزيبي بيزانو، قائلا "كانت هناك خطة إرهابية ستمس بلادنا وتمكنا من إحباطها". وأبرز المسؤول الحكومي أن "كنيسة في بولونيا (شمال إيطاليا) ومترو ميلانو كانا على لائحة هجمات كان يخطط للقيام بها ثمانية مغاربة وتونسي، اعتقلتهم الشرطة المغربية". وكانت مصالح الأمن المغربية أرسلت إلى نظيرتها في باريس وميلانو معلومات حول مبحوث عنه على الصعيد الدولي، زار في فبراير الماضي مدينة سلا، والتقى ثلاثة مغاربة، يشتبه في وجود صلة له بالخلية المذكورة. وأظهرت التحقيقات أن التونسي تسلل إلى المغرب مع الجزائري عامر لعرج، العضو في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية"، المقيم في إيطاليا، خلال شهر فبراير من السنة نفسها، وتجولا معا في الرباطوسلا، والتقيا ثلاثة مغاربة آخرين. ومن بين وثائق القضية، هناك رسالة أعاد تحريرها المتهم التونسي خلال اعتقاله لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المغربية، تشير إلى مباركة أسامة بن لادن، الذي قتل على يد القوات الأميركية، للعمليات، التي جرى الإعداد لها في ايطاليا وفرنسا، والتي جاء فيها أن "أسد الإسلام"، في إشارة إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، له علم بالعمليات ويباركها. ونسب إلى المتهمين التسعة التخطيط لضرب السفارة الأميركية بالرباط باستعمال متفجرات يتدبرها الجزائري المبحوث عنه، بوضعها داخل نفق، فيما تخص العمليات الأخرى تفجير مقر الاستخبارات الفرنسية (الديستي) في باريس، وأيضا استهداف مطعم ومقهى يتردد عليهما عناصر في الاستخبارات الفرنسية، وكذا تفجير خط مترو الأنفاق الرقم (14)، وتفجير مركز تجاري بالعاصمة الفرنسية، وكنيسة بولونيا في إيطاليا، بزعم أنه توجد بها صور تسيء إلى الرسول، وكذا القيام بعمليات إرهابية بالدنمارك. وبينت التحقيقات أن الجزائري المطلوب اعتقاله كان يتسلل سرا من المغرب إلى الجزائر في سيارة مقابل مبلغ 200 درهم.