باشرت وزارة الصحة، أخيرا، عملية للتخلص من 50 طنا من المبيد الحشري، الذي يحمل اسم " دي دي تي"، بغرض تدبير المخزون الكبير منتهي الصلاحية من هذا المبيد الخطير بطريقة آمنة وعهدت بالتخلص من المخزون الوطني من المبيد لمقاولة فرنسية متخصصة، بدعم من منظمة الأغذية الزراعة "الفاو" لضمان تخلص آمن من المبيد. وجاء في بلاغ لوزارة الصحة أنها باشرت عملية إزالة التلوث بمبيد "دي دي تي" في مندوبيات القنيطرة، وفاس، ومولاي يعقوب، وسطات، وخنيفرة. وصاحب العملية إعادة تغليف وتخزين وتأمين جميع مخزونات الوزارة من هذا المبيد، والمواد التي شملها التلوث في مستودع واد زم، حيث هيأت مساحة أرضية تصل إلى 148,8 مترا مربعا، لضمان تخزين آمن للمبيدات منتهية الصلاحية فيه، حسب التفاصيل التي ضمنتها الوزارة في بلاغ صادر عنها. وجاء التخلص من المبيد الخطير بعد سلك مختلف الإجراءات المنصوص عليها في التشريعات الوطنية والدولية المنظمة لنقل النفايات الخطيرة والتخلص منها، بتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، وصندوق البيئة العالمي. وأكدت وزارة الصحة في بلاغها أن عمليات إعادة تغليف ونقل المبيد، تجري تحت إشراف المصالح المختصة لوزارة الصحة، وأن النقل النهائي للمبيد، انطلاقا من ميناء الدارالبيضاء نحو موقع التخلص منه في فرنسا، كان مقررا في متم يونيو الماضي. وأشارت الوزارة إلى أنها استقدمت مخزون "دي دي تي" في ثمانينيات القرن الماضي، لاستخدامه في محاربة الملاريا، وأنها تتخلص منه حاليا، تنفيذا لالتزام المغرب بوضع مخطط عمل للتخلص من مبيد "دي دي تي"، باعتباره عضوا في اتفاقية استوكهولم، في إطار استراتيجية مندمجة. يشار إلى أن مبيد "دي دي تي"، هي تسمية مختصرة لتركيبة المبيد "ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلوروالإيثان"، وهو مبيد حشري استعمل على نطاق واسع لمكافحة الحشرات، واعتبر في وقت سابق، من أفضل المبيدات الحشرية لقدرته الكبيرة على الفتك بأي حشرة ناقلة للأمراض، عبر العالم، من أهمها الملاريا، تبعا لشدة سمه على النسيج الدهني للحشرة. لكن تبين للباحثين أن للمبيد آثارا سلبية على التربة والبيئة، ويعتبر مخربا للتنوع البيولوجي، إذ تضررت من استمرار وجوده في الطبيعة الحشرات النافعة، مثل النحل والفراشات. كما تبين تأثيره على المياه والمحاصيل. وكانت السويد أول دولة تمنع استخدام "دي دي تي".