قال جواد كردودي، رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، إن الشروط التي وضعتها الجزائر من أجل تطبيع العلاقات مع المغرب تشكل مناورة جديدة للسلطة القائمة، من أجل الحفاظ على حالة الجمود في علاقاتها مع الرباط وفي اتحاد المغرب العربي. أضاف الخبير المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الشروط التي وضعتها الجزائر غير مقبولة (من قبل المغرب)، لاسيما أن السلطات الجزائرية تعرف جيدا موقف المملكة من قضية الصحراء. وأوضح أن المغرب اقترح على الأممالمتحدة مخططا للحكم الذاتي لحل هذا النزاع، مضيفا أن الموقف الرسمي والثابت للمغرب يحظى بإجماع البلد. وقال إن الجزائر من خلال ربطها أي تطبيع للعلاقات مع المغرب بشرط اعتراف الرباط بموقف الحكومة الجزائرية بخصوص قضية الصحراء، فإنها "تلجأ مرة أخرى إلى المناورة بهدف الإبقاء على حالة الجمود التي لا تخدم مصالح المنطقة". وحسب الكردودي، فإنه من خلال هذا الموقف، فإن الجزائر التي كانت قبلت فصل مشكل الصحراء عن باقي القضايا، خاصة إعادة فتح الحدود، تنوي نقل مشاكلها الداخلية (مرض بوتفليقة) إلى الخارج، من خلال إعادة إحياء النزاع مع المغرب حول الصحراء. وبالنسبة لهذا الخبير في العلاقات الدولية، فإن تطبيع العلاقات بين البلدين ليس قريبا مادام أن الحرس القديم لسنوات الستينيات مازال متمسكا بزمام الحكم، ولن يحدث بالتالي للأسف أي تغيير. ودعا في هذا الإطار إلى التحلي بالصبر وانتظار قدوم جيل جديد من الجزائريين إلى السلطة، قد يعملون لمصلحة الجزائر والمغرب وبالطبع بلدان المغرب العربي. لكن في الوقت الراهن لن يكون للأسف سوى وضع الجمود، ولن يتم فتح الحدود، يقول جواد كردودي. وقال إن هذا الفتور في العلاقات بين الرباطوالجزائر سيؤثر ليس فقط على البلدين، ولكن كذلك على اتحاد المغرب العربي، الذي سيظل في حالة جمود، ملاحظا أن المغرب والجزائر أكبر بلدين في المنطقة لن يتفقا، وبالتالي لن يكون هناك اتحاد للمغرب العربي، علاوة على أن الوضع في تونس وليبيا ليس مستقرا.