يراقب العالم ما ستسفر عنه هذه الانتخابات، التي جرت، أمس الجمعة، لكن الأمر يختلف بالنسبة لإسرائيل، التي تأمل أن تضع هذه الانتخابات حدا فارقا للمخاوف، التي انتابت تل أبيب طيلة السنوات الأخيرة. حملة دعائية للانتخابات الرئاسية في إيران (خاص) فى ضوء ذلك، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا حول ترقب إسرائيل للانتخابات الإيرانية، في محاولة أخيرة لطمأنة الشعب الإسرائيلي من ناحية البرنامج النووي لطهران. واختلفت آراء السياسيين في إسرائيل بين متفائل و متشائم، في ما يخص مدى تأثير نتيجة الانتخابات الإيرانية على البرنامج النووي الإيراني، فتؤكد الصحيفة أن بعض المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد أعلنوا أن لا سبب يجعلهم متفائلين بشأن تغير السياسة النووية لإيران. وهناك فئة أخرى تسعى دائما لإيجاد أسباب تقنعها بوجود أمل، ولو كان ضئيل، بشأن تغير السياسة النووية في إيران، على الرغم من تأكيد المرشحين لمنصب الرئيس الإيرانية على إبقاء كل ما يتعلق بالبرنامج الإيراني دون إحداث أي تغيير أو تعطيل في السرعة التي يسير بها البرنامج النووي الإيراني. و أكد التقرير أن الغالبية العظمى تتجه نحو فقدان الأمل في تغير السياسة الإيرانية في ما يتعلق ببرنامجها النووي، وعلى رأسها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي صرح من قبل بما يدل على فقدانه الأمل في توقف إيران عن استكمال برنامجها النووي ، قائلا " نتيجة الانتخابات الإيرانية لن تغير في الأمر شيئا". وزعم التقرير أن إسرائيل في حالة ذعر دائم، منذ بدء إيران إعلان برنامجها النووي السلمي، متيقنين من أن نوايا إيران تتجه مباشرة نحو معدل غير مسبوق في صنع القنبلة النووية، وأشار إلى أن إسرائيل تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد الأوروبي بمحاولة إيقاف التهديدات، التي توجهها إيران لها، في حال ما إذا استطاعت إيران صنع قنبلة نووية. وأكد التقرير أن إيران وإن لم تتخط ما وصفه نتنياهو بالخط الأحمر فيما يتعلق بتخصيب كمية من اليورانيوم تسمح لها بتصنيع القنبلة النووية، إلا أن "يوفال شتانيتيز" وزير الاستخبارات الإسرائيلية أكد في وقت سابق أن إيران – بهذا المعدل في تخصيب اليورانيوم – فإنها لا تسعى لقنبلة لنووية، ولكنها تسعى لترسانة من الأسلحة النووية. ويشير التقرير إلى أن مرشحي الرئاسة الإيرانية قد اختلفوا في ما يتعلق بالبرامج الاقتصادية والسياسية والتنموية، إلا أنهم اتفقوا جميعا في ما يخص استئناف النشاط النووي دون أى توقف أو تعطيل، الأمر الذي أدى إلى خروج "على أكبر صالحي" ليؤكد أن نتيجة الانتخابات لن تؤثر على سير البرنامج النووي لإيران. ورصد التقرير المحاولات المستميتة التي يبذلها الجانب الإسرائيلي من خلال إطلاق تصريحات، تؤكد عدم جدوى ما تقوم به إيران في برنامجها النووي، حيث صرح "شتانتيز" متعجبا من الكم الرهيب الذي تنفقه إيران سنويا لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي يؤدى بها في بعض السنوات إلى إحداث عجز في موازنتها. وانتهى التقرير إلي أن تمني إسرائيل ألا يتم ما بدأته إيران منذ سنوات بشأن سعيها لامتلاك أسلحة نووية، والذي يتعلق كلية ببرنامجها النووي، الذي لا تنام إسرائيل من كثرة التفكير بشأنه.