خيم "الصمت" على الشارع الإيراني، اعتباراً من الثامنة من صباح أمس الخميس، بعد انتهاء عمليات الدعاية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية، المقرر انطلاقها الجمعة، لاختيار رئيس جديد للجمهورية، خلفاً للرئيس محمود أحمدي نجاد. ترقب وطني وإقليمي ودولي لنتائج الانتخابات الإيرانية (خاص) بعد انتهاء مرحلة "الصمت الانتخابي"، تنطلق عمليات التصويت، صباح الجمعة، التي تمت دعوة ما يزيد على 50 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم فيها، للاختيار بين ستة مرشحين لرئاسة الجمهورية الإسلامية، التي تعيش ظروفاً بالغة الحساسية، على خلفية برنامجها النووي المثير للقلق. ويخوض السباق الرئاسي ستة مرشحين، هم حسن روحاني، ومحمد باقر قاليباف، ومحسن رضائي، وعلى أكبر ولايتي، وسعيد جليلي، ومحمد غرضي، فيما انسحب مرشحان آخران، هما غلام رضا حداد عادل، ومحمد رضا عارف. وقبل ساعات من بدء فترة الصمت الانتخابي، دعا قائد الثورة الإسلامية، علي خامنئي، الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات، وقال إن "إحدى النقاط البارزة فيها هي أن خطاب الشعب هو خطاب الالتزام بالقانون"، كما أشار إلى أن "المناظرات التلفزيونية بين المرشحين، كشفت عن زيف المزاعم، التي تتهم ايران بافتقارها لحرية التعبير". وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن صناديق الاقتراع لانتخابات رئاسة الجمهورية، في دورتها 11، ستُفتح أمام الناخبين في داخل البلاد، وللمقيمين في الدول الأخرى، عند الثامنة من صباح الجمعة، وتستمر حتى السادسة مساءً. وفيما يقضي الدستور بأن تمتد فترة التصويت إلى 10 ساعات، أشارت الوكالة الرسمية إلى أنه بإمكان وزير الداخلية تمديد فترة التصويت، بعد طلب محافظي المحافظات، استناداً لقانون الانتخابات. وطبقا لدستور الجمهورية الإسلامية يعتبر رئيس الجمهورية أعلى سلطة رسمية في البلاد، بعد "مقام القيادة"، وهو المسؤول عن تنفيذ الدستور، كما أنه يرأس السلطة التنفيذية، إلا في المجالات التي ترتبط مباشرة بالقيادة. تميّزت ولايتا الرئيس محمود أحمدي نجاد اللتان استمرتا ثماني سنوات، بتحديه للغرب بشأن الاستمرار في البرنامج النووي، لكن الإيرانيين، ولاسيما في السنتين الأخيرتين، دفعوا ثمنا باهظا نظير ذلك. وتظل العزلة الاقتصادية وجولات متكررة من العقوبات في خضمّ حركة تجارة وأموال معولمتين، أمرا مؤلما. وخلال زيارة له للمنطقة، قال ستيفن هانك من جامعة جونز هوبكينز "لقد حسبت ما أطلق عليه مؤشر البؤس. إنه في إيران ومنذ 1991 ضعف ما هو عليه في مصر في خضمّ الربيع العربي. ولذلك أعتقد أنّ سوء الإدارة في إيران هو ظاهرة". وانعكس ذلك في تدني قيمة الريال الإيراني، والذي فقد نحو 80% من قيمته بعد أن استهدفت العقوبات الأمريكية والأوروبية البنك المركزي الإيراني ومؤسسات مالية أخرى في البلاد. وبلغ مستوى تضخم الأسعار مداه، خلال الخريف الماضي في عزّ أزمة الصرف، وتضاعفت أسعار الدجاج ثلاث مرات والخبز خمس مرات مع زيادة كبيرة في أسعار الصادرات بحكم ضعف قيمة العملة المحلية المترنحة بسبب العقوبات. وفي أبوظبي عوّضت الأزهار والنباتات رفوف الزرابي، التي كانت تغص بها محلات السوق الإيرانية، التي عوض ملاكها أصحاب أموال هنود. وانخفض حجم المعاملات التجارية بين الإمارات العربية المتحدةوإيران بنحو الثلث، خلال العام الماضي، وفقا لغرفة تجارة أبوظبي. ومبيعات المشغولات اليدوية الإيرانية أمر مهم دون شك، لكن النفط أمر أهم فمبيعات الخام الإيراني تذهب أرباحها إلى خزائن الدولة.