قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، بمؤاخذة الشقيقين (م.خ) و(ع.خ) من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المؤديين إلى عاهة مستديمة، بعد إعادة التكييف، وحكمت على كل واحد منهما بست سنوات حبسا نافذا، ما مجموعه 12 سنة سجنا. استئنافية مكناس (خاص) يستفاد من محضر الضابطة القضائية عدد 507، المنجز من طرف الدرك الملكي بمولاي إدريس زرهون (عمالة مكناس)، أنه بتاريخ رابع أبريل من السنة الماضية، تقدمت المدعوة (ز.ر) بشكاية تعرض فيها أن شقيقها (ع.ر) وقع ضحية اعتداء بواسطة الأسلحة البيضاء، من طرف المتهمين (م.خ) و(ع.خ). وأضافت المشتكية أن الاعتداء أدى إلى إصابة شقيقها بجروح في رأسه وصدره، وكسور في أطرافه السفلى، فضلا عن بتر إبهامه الأيسر، مشيرة إلى أن شقيقها الضحية يوجد بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس. وبعد انتقال عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي إلى المستشفى المذكور، عاينت آثار العنف على أنحاء مختلفة من جسد الضحية، الذي كان يرقد بقسم جراحة العظام والمفاصل، إذ أكد لهم الطبيب المداوم أن المعتدى عليه سيخضع لعمليتين جراحيتين، وأن حالته الصحية صعبة جدا. وعند استماع عناصر الضابطة القضائية إلى الضحية، تمهيديا، أفاد أنه بينما كان عائدا إلى منزله مغرب يوم الحادث ممتطيا بغلا، فوجئ بالمتهمين وهما يعترضان سبيله، حاملين آلات حادة عبارة عن(زبارات)، ما جعله ينزل من فوق الدابة محاولا الهروب منهما، قبل أن يرشقه المتهم (ع.خ) بالحجارة، ويصيبه في رأسه حتى سقط أرضا، ليعمدا بعد ذلك إلى ضربه بواسطة الأسلحة البيضاء، التي كانا مدججين بها. وأوضح الضحية أن تدخل مجموعة من أهل الدوار حال دون تماديهم في الاعتداء عليه والإجهاز عليه. هي التصريحات عينها التي أدلى بها الضحية لقاضي التحقيق بالغرفة الثالثة للتحقيق لدى محكمة الاستئناف بمكناس، مضيفا أن المتهمين يستغلان أرضه ظلما وعدوانا، بل وطلبا منه أن يبيعهما إياها بالقوة، فلما رفض تربصا به، وقاما بالاعتداء عليه حتى فقد وعيه. وعند الاستماع إلى المتهمين (م.خ) و(ع.خ)، اعترف الأول بالمنسوب إليه، موضحا أن السبب المباشر في الاعتداء على الضحية أن الأخير يقوم برعي ماشيته في كل ما يملك من مزروعات، وكلما نهاه عن ذلك يشرع في تهديده، ليقرر الانتقام منه، موضحا أنه اعترض سبيله ليقوم بضربه بواسطة عصا في كتفه وأسقطه أرضا، ونتيجة فقده السيطرة على أعصابه واصل اعتداءه عليه إلى حين تدخل بعض سكان الدوار، نافيا أن يكون شقيقه (ع.خ) شاركه في الاعتداء عليه. وفي الاتجاه ذاته، سار المتهم الثاني عندما نفى حضوره واقعة الاعتداء على الضحية، مستغربا إقحامه في النازلة، موضحا أنه توجه صباح يوم الحادث إلى الحقول لرعي الأبقار، ولم يعد إلى المنزل إلا بعد الغروب، ساعتها أخبرته والدته أن خصاما وقع بين شقيقه (م.خ) وبين الضحية، الأمر الذي نفاه الشهود الذين حضروا واقعة الاعتداء، بعدما أكدوا جميعا أن المتهم الثاني ويدعى (ع.خ) شارك شقيقه في ضرب وجرح الضحية بآلة حادة.