عاش جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بفضاء باب الماكينة، ليلة أول أمس الأحد، لحظات لن تنسى مع عازف القيثارة الشهير باكو دي لوسيا، الذي حلق بأنغام آلته الموسيقية عاليا في سماء باب الماكينة، ناقلا الجمهور العريض، إلى عوالم فن الفلامينكو، المتميز بموسيقاه القوية وكلماته الصادحة ورقصته الساحرة. باكو دي لوسيا، ابن الجزيرة الخضراء بجنوب إسبانيا، الذي أضفى على الفلامينكو بعدا كونيا ونقله إلى آفاق رحبة، غنى أجمل أغانيه لجمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، مثل رائعة "أونطر دوس اكواس"، بالإضافة إلى تقديمه مختارات من ألبومه الشهير "زرياب"، فضلا عن أدائه مقاطع موسيقية صامتة أدهشت الحاضرين، خاصة حينما رافقه على منصة العرض راقص الفلامينكو فروكو، الذي جعل الجمهور يقف مشدوها لرقصاته الأسطورية، التي أبان فيها عن قدرته في تطويع جسده ليتناغم مع الموسيقى السريعة والقوية لقيثارة باكو دي لوسيا. "كان عرضا رائعا، باكو دي لوسيا فنان كبير يستحق المتابعة، وهذا ما يزيد من تحبيب المهرجان إلى قلوبنا"، هكذا وصفت سيدة تابعت حفل الفنان باكو دي لوسيا، "إنه عرض ممتاز، ويناسب شعار المهرجان الذي هو فاس الأندلس، لقد أعدنا باكو دي لوسيا إلى أصول الموسيقى الأندلسية، وقربنا من الموسيقى الأندلسية بالقيثارة. الجميل في هذا العرض هو مزجه بين العزف على القيثارة ورقصة الفلامينكو، وهذا شيء رائع"، يضيف متفرج آخر، "عرض باهر ويشرف المهرجان، واستمتعت بهذه السهرة، ليس وحدي، هذا إحساس الجمهور العريض الذي حج هذه الليلة إلى باب الماكينة، كما ترون الجمهور حضر بكثافة من جميع الجنسيات لمتابعة هذا العرض المتميز، الراقص كان في المستوى، والموسيقى والغناء كانا قويين"، بتعبير شابة أخرى تابعت حفل "باكو دي لوسيا". يذكر، أنه إلى جانب إقبال المغاربة العريض على حفل باكو دي لوسيا، حج إلى فضاء باب الماكينة محبو باكو من مختلف الجنسيات، خاصة من إسبانيا، حيث منهم من حج إلى العاصمة الروحية خصيصا لحضور حفل باكو دي لوسيا، الذي أكد من خلال حفله بمدينة فاس، عن موهبته، ليس في فن الفلامينكو وحسب، بل في الأنواع الموسيقية الأخرى، كالجاز والموسيقى الكلاسيكية، بحيث أمتع الجمهور الحاضر بباب الماكينة ببعض من مقطوعاته في هذه الأنماط الموسيقية الجميلة. وتتكون المجموعة الفنية لباكو دي لوسيا من أمهر العازفين والمغنيين هم أنطونيو سانشيز، وأونطونيو صيرانو، وألان بريز، وبيرانها، ودوكونط، ودافيد دي جاكوبا، إلى جانب الراقص فاروكو. وبالموازاة مع حفل باب الماكينة، الذي أحياه باكو دي لوسيا، أحيى الفنان المغربي المهدي عبدو (شقيق الفنانة عائشة الوعد)، إلى جانب الفنان محمد عنبري، سهرة فنية كبرى بساحة باب بوجلود، واعتلى المهدي عبدو لأول مرة على انفراد منصة العرض لإحياء سهرة فنية كبرى، وهو المعروف بكونه يغني بشكل ثنائي رفقة شقيقته عائشة الوعد. وأدى المهدي عبدو ومحمد عنبري ثلة من أغانيهما لجمهور ساحة باب بوجلود، كما قدما باقة من أروع الأغاني العصرية التي تعود أشهر الفنانين المغاربة والعرب.